|




أحمد الحامد⁩
لا زحام بعد اليوم
2025-05-29
إلى كل الذين تمنوا وهم في وسط الزحام لو أن سيارتهم تتحول إلى طائرة، أقول لكم ولي إن أمنيتنا الحلم أصبحت حقيقة، شركة «كلاين فيجن» أعلنت أن سيارتها «إير كار» ستكون في الأسواق العام المقبل، وهي أول طائرة سيارة تُنتج بكميات تجارية، الأمر الذي يعكر صفو هذا الانتصار على الزحام هو ثمن الطائرة، فهي تبدأ من 800 ألف دولار إلى مليون دولار حسب المواصفات! واضح جدًا أن زبائن الطائرة هم من الأثرياء، أما نحن العاديين فعلينا الانتظار لسنوات طويلة لكي نشتري الطائرة مستعملة، وقد ننتظر سنوات أكثر حتى يتم تنظيم المرور الجوي. لا أشك أن السيارة الطائرة قادمة لا محالة، لكن لا أحد يعرف كم سيستغرق الأمر. طائرات الركاب الصغيرة ذات الأجنحة الثابتة المستعملة أسعارها قريبة من بعض أنواع السيارات الفارهة الجديدة، لكن المشكلة ليست في شراء طائرة صغيرة، بل في تحمل كلفة صيانتها، ودفع ثمن مواقف المدرج، لأنك لا تستطيع ركنها في كراج البيت. في الماضي أعجبت بسيارة فخمة، تملكتني رغبة شرائها، رحت أبحث عنها في معارض السيارات المستعملة، حتى وجدت واحدة ممتازة، كان ثمنها وهي مستعملة يعادل ثمن سيارة جديدة، قررت دفع مقدم لها وتمويل المتبقي من البنك، وعندما بدأت بالإجراءات، سألت البائع إن كانت السيارة تحتاج إلى صيانة، فقال ربما تحتاج إلى تبديل العجلات بعد مدة قصيرة، عندما سألت عن ثمن العجلات وجدت أن ثمنها يبلغ ما يعادل 28 ألف ريال! مجرد معرفتي بثمن العجلات جعلني ألغي الفكرة، وأمد رجلي على قد لحافي! تذكرت الآن وعلى ذكر مد اللحاف، تذكرت أحد الأصدقاء قبل أن يبني بيته، كانت مساحة الأرض كبيرة، لكنه قرر أن يبني بيتًا بأربع غرف مع صالة فقط، سألته: ولماذا لا تبني بيتًا أكبر طالما أن مساحة الأرض كبيرة؟ قال إن البيت الكبير يحتاج إلى عناية أكبر من البيت المتوسط الحجم، سيحتاج إلى مساعدة منزلية تساعد زوجتي، وسيحتاج إلى كهرباء وماء أكثر، وبالتالي فواتير أكثر، بالإضافة إلى تكلفة البناء التي ستزيد، كان الصديق يعرف أبعاد كل خطوة، وليس مثلي عندما قررت شراء سيارة ثمن عجلاتها 28 ألف ريال، تخيلوا لو أني اشتريتها واضطررت لتبديل عجلاتها ولم أكن أملك ثمن العجلات، وذهبت إلى أحد الأصدقاء لأستدين منه.. كيف سيكون حالي وأنا أقول له: سلفني 28 ألف أبي أبدل كفرات البنتلي! من المؤكد أنه سيجيبني: من بره هالله هالله.. ومن الداخل يعلم الله!