|




نبيه ساعاتي
تحقق المهم وتبقى الأهم
2025-05-29
عن جدارة واستحقاق اعتلى الاتحاد سلم ترتيب أقوى دوري سعودي وعربي وآسيوي بفضل فكر دومينجوس ورؤية بلانيس ومهنية بلان وقيادة بنزيما، مدفوعين بجمهور شغوف متيّم متفانٍ لعيون الكيان الاتحادي، وإدارة لديها من الإيجابيات ما يجعلنا نطالب باستمرارها، ولعل الأهم الأدوات التي تنفذ بإحكام داخل المستطيل الأخضر.
وفي ليلة تاريخية لن تسقطها الذاكرة، تجلى فيها جمهور الاتحاد بلوحاته الرائعة وأهازيجه الجميلة، وحضرت فيها متعة كرنفال ختام دوري روشن في موسم 2024ـ2025، تم تتويج العميد بلقبه الجديد من قبل وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل.
وإلى هنا من الواجب أن تكون قد انتهت الاحتفالات الاتحادية بالدوري، وبدأ الإعداد والتركيز على نهائي كأس الملك الذي سيحتضنه ملعب الانماء بجدة ويجمع الاتحاد بالقادسية يوم غدٍ الجمعة في ليلة تاريخية أخرى تلتقي فيها القيادة الحكيمة بالرياضيين بما يجسد اهتمام حكومتنا الرشيدة بكل ما يهم الوطن والمواطن بما في ذلك الرياضة.
فنيًا المهمة لن تكون سهلة بالنسبة لبطل الدوري، فالقادسية فريق متطور ولديه أقوى خط دفاع في الدوري بقيادة الخبير ناتشو والقادم بسرعة الصاروخ جهاد ذكري وأفضل ظهير أيمن أبو الشامات، ويمتلك الفريق القدساوي خط هجوم ناري يقوده أوباميانج ويكمل معه الأكسبريس كينونيس، علمًا بأن مدرب القادسية آثر إراحة العديد من اللاعبين في اللقاء الأخير بالدوري أمام الهلال استعدادًا لمواجهة الاتحاد، ما يعني أن التركيز كل التركيز بالنسبة للقادسية منصب على نهائي الكأس.
الاتحاد في المقابل فريق ثقيل ويكفي أنه توج قبل أيام بلقب الدوري، وقد يكون ذلك أمرًا سلبيًا في ظل صخب الاحتفالات، وهنا يبرز دور الإدارة في كيفية إخراج الفريق من أفراح التتويج بلقب الدوري إلى واقعية مواجهة نهائي الكأس أمام خصم عنيد متعطش للألقاب، نعم لدى الاتحاد نجوم عالميون لديهم خبرة واسعة في التعامل مع مثل هكذا معطيات، ولكنهم يظلون بشرًا يؤثرون ويتأثرون بما يحيط بهم ويحتاجون تاليًا إلى من يهيئهم نفسيًا للنهائي المرتقب، وأتصور أنها الخطوة الأهم في طريق ملامسة الذهب، فمتى ما كان لدى لاعبي الاتحاد شغف الفوز بالكأس مثل الدوري مع احترام الخصم سيكون لهم مرادهم، والعكس صحيح.
وأمام هذا وذاك نأمل أن يقدم الفريقان مباراة تليق بالحدث وراعيه، وتنال إعجاب كل متابع لنهائي أغلى الكؤوس في شتى بقاع المعمورة. ومبروك مقدمًا للفائز، ولا خاسر في ظل شرف المثول أمام القيادة الحكيمة.