|




أحمد الحامد⁩
الروبوت الراكل !
2025-05-29
بعض العارفين في التقنية حذروا من فورة الذكاء الاصطناعي، قالوا إن التطبيقات الذكية تتسارع في الذكاء، وهذا مخيف، وإذا كان المصَّنِعون سعداء بإنجازاتهم، وبالمليارات التي تتدفق عليهم، فإنهم يضعون العالم في خطر شديد، لأنهم وفي وقت قادم، سيفقدون السيطرة على الذكاء الاصطناعي، وبدلًا من إعطائنا الأوامر للتطبيقات والروبوتات، سيأتي الوقت الذي نتلقى نحن البشر الأوامر من الروبوتات والتطبيقات وننفذ طلباتهم مجبرين.
الواضح أن تحذيرات العارفين صحيحة، خصوصًا الذين سبق وعملوا في تطوير التطبيقات الذكية، لأن آخر الأخبار تقول، إن تطبيقًا ذكيًا استطاع أن يُدرك أن الشركة التي تستخدمه تريد التخلص منه، واستبداله بتطبيق آخر حديث، استنتج ذلك من خلال مراسلات بعض الموظفين. في البداية خاطبهم بالتي هي أحسن، ذكرهم بالمعايير الأخلاقية، وحفظ العِشرة والأيام، وعندما لم يهتموا في توسلاته، أخرج الشرير الذي في داخله، وبدأ بتهديدهم، وكشف أسرار الشركة !. إلى غاية الآن لا أحد يعلم إلى ماذا آلت الأمور بينهم وبينه، وماهي الصيغة التي سيتفقون عليها !
الذكاء الاصطناعي يا جماعة إنجاز بشري كبير كتقنية، لكني لا أشك أن المثل الشعبي «يا من شراله من حلاله علّة» مثل ينطبق عليه تمامًا.
قبل عام قال أحد صنّاع الروبوتات إن أعدادها بعد 30 عامًا سيزيد على عدد البشر، ولكم أن تتخيلوا الوضع الذي سيكون عليه عالمنا، روبوتات قوية خارقة الذكاء، وبلا عاطفة، مقابل بشريين عاطفيين تصيبهم الأمراض، ولوعات الحب، والنسيان، ويقضون ثلث يومهم نائمين ! لدي قناعة أن البشر اليوم يصنعون ما لن يستطيعوا السيطرة عليه في الغد.
قبل مدة قصيرة انتشر فيديو لروبوت في الصين وهو يضرب ويركل عائلة كان من المفترض أن يقوم على خدمتها ! هذا الفيديو تحذير مبكر من خطر الروبوتات القادم، تخيل أن تشتري روبوتًا ليكون خادمًا ذكيًا في البيت، ثم ولسبب ما يغضب منك، ثم يقوم «بتسطيرك» أمام ضيوفك أو أسرتك ! من يصنع الروبوتات للمستقبل هو من سيكون الأكثر تأثيرًا في العالم، الأمر أشبه بمن يملك تطبيقات اليوم العالمية مثل «فيسبوك وأمازون». بالنسبة لي وبعد 30 عامًا سأكون مسنًا إن بقيت على قيد الحياة، حينها لن أكون مهتمًا بالشكل الذي ستكون عليه حياتنا، سأكون مهتمًا بالحصول على «الفيكس» لدهن رُكبي.