|




أحمد الحامد⁩
كلام ويك إند
2025-05-30
* أكتبُ قبل انطلاق نهائي كأس الملك، حفظه الله، بين الاتحاد والقادسية. الاتحاد المنتشي بالدوري، يبحث عن تأكيد جدارته، والقادسية متوثِّبٌ للقبٍ عزيزٍ وغالٍ، والحقيقة أننا بوصفنا جمهورًا، كسبنا متعةً جديدةً، لم نحظَ بها إلا بعد التطور الكبير في الكرة السعودية سواء على مستوى الأندية، أو على مستوى الملاعب الحديثة التي انتشرت في كل مدينةٍ.
الدوري السعودي هو أقوى دوري آسيوي بسبب كثرة المتنافسين على اللقب، دوري لا تستطيع التنبُّؤ باسم الفائز به، ولا تستطيع الاكتفاء بترشيح فريقين للفوز، وهذا ما جعل كل جولاته ممتعةً ومؤثِّرةً. اليوم، أصبحت هناك مبارياتٌ في الدوري السعودي، تُشاهد عالميًّا، وهي المباريات التي يتنافس فيها نجومٌ عالميون مثل مباريات الاتحاد والنصر والهلال والأهلي. لا أقول إن دورينا أصبح بمستوى الدوري الإنجليزي، أو الإسباني، لكننا في الطريق إلى ذلك إذا ما استمررنا على وتيرة جلب النجوم، وهذا ما يفعله الدوري الإنجليزي.
في حفل تتويج الاتحاد، كانت هناك لقطاتٌ تاريخيةٌ، لم أشاهدها في عالم كرة القدم، وهي اللقطات التي حمل فيها جمهور الاتحاد الكأس، كانت لفتةً عبقريةً من إدارة الاتحاد للجمهور الاتحادي الكبير والوفي. الجمهور استحقَّ حمل الكأس بجدارةٍ.
* شاهدت لقاءً للكاتب الراحل محمود السعدني. مما قاله، ولا أنقله حرفيًّا: إنه كان معزومًا على فطورٍ صباحي عند أحد المعارف، على أن يذهبا بعد ذلك إلى مشوارٍ، كانا قد اتفقنا عليه. أحضر الرجل الفطور، وبدأ بوصف الأطباق «شوف الجبنة حلوة إزاي.. دوق منها، شوف جمال الخيار، شوف، وشوف». كان يصف قبل أن يأكل، ثم يأكل بتلذُّذٍ، وعندما انتهيا من الفطور، قال السعدني للرجل: لنذهب. فردَّ الرجل: كلا، دعنا نشرب الشاي. ثم بدأ بشرب الشاي بكل هناءٍ وسعادةٍ. كان السعدني يصفه بإعجابٍ، لأنه كان يعيش اللحظة، فاهمًا جمالياتها، وعارفًا بقيمتها مع أنه مثل بقية الناس، لديه همومه، وظروفه، لكنه لم يجعلهما يحتلان كل تفكيره، ولا يُفقدانه جماليات الحياة من حوله. مشكلة كثيرٍ من الناس أنهم يدمرون فرص الشعور بالسعادة، ووقت السعادة بالتفكير فيما يُحزن القلب، ويُثقل الروح.
* أرسل لي أحد الأصدقاء رسالة «واتساب» عنوانها الابتسامة في الوطن العربي: «تبتسم لأخوك يقول وش تبي؟ تبتسم لأمك تقول وش مسوي؟ تبتسم لأبوك يقول ما في فلوس! تبتسم لغريب يقول تعرفني؟ تبتسم لوحدة يمسكونك قضية تحرش. تبتسم بالمجلس يقولون ما هو صاحي! تبتسم لمسؤول يقول مصلحة، تبتسم لنفسك يقولون خبل. الشعوب العربية ما تنفع معهم الابتسامة إلا إذا كنت ميت، يقولون: ما شاء الله مات وهو مبتسم».