|




أحمد الحامد⁩
كلاكيت مليون مرة!
2025-06-01
قبل ثلاثة أيام اشتريت علبة سجائر، أنا الذي امتنعت عن التدخين أكثر من 3 سنوات. لا أعرف حالتي عندما اتجهت إلى البقالة، ضعف، تخبط، أو غضب داخلي. فتحت العلبة وشربت أربع سجائر خلال ساعتين. كنت على موعد مع يوسف في المقهى، عندما شاهد العلبة على الطاولة قال متحسرًا: أفا.. وأنت اللي كل ما شفتني نصحتني.. كنت أشوفك قوي وأقول يارب أصير مثله.. متي رجعت ؟ قلت: اليوم. أمسك بيدي راجيًا وقال: لا.. ما أبيك ترجع لها.. أرجوك.. وين كلامك.. والله راح تخذلني ! أمسكت بالعلبة وشددت عليها بقوة حتى تأكدت أن كل ما فيها قد دُمر. غادرت وأنا لا أفكر إلا بصفاء محبة يوسف لي.
عبد الله السعدون كتب كثيرًا عن التدخين، وكلما قرأت له يحث المدخنين بالتوقف، كلما شعرت بمحبته للناس، ورغبته الحقيقية في سلامتهم، هذا آخر ما كتب عن التدخين «ستكون رسالتي اليوم عن التدخين، سوف أحاول تصحيح مفهوم الأعمار بيد الله، أو لن تموت قبل يومك، وهذا مفهوم خاطئ عن التوكل. الله بعدله وحكمته منحنا العقل لنفكر، والأسباب لنأخذ بها. وأوجد لنا أسبابًا لطول العمر وسعة الرزق والسعادة أو الشقاء. لو كان هناك شيء واحد لأتمنى زواله من العالم لقلت التدخين بكل أنواعه». أشارك الأستاذ عبد الله في أمنيته، خصوصًا بعدما ترددت كثيرًا على قسم الأمراض السرطانية مرافقًا لأخي ـ رحمه الله. كانت مشاهد المرضى وسماعهم يتألمون شيء أعجز عن وصفه، مشاهد لا علاقة لها بما ألفته وعرفته عن الحياة اليومية، كنت أتساءل كلما خرجت من المستشفى: أيهما الحياة الحقيقية.. التي في المبنى هذا أم خارجه ؟ لا أعرف تحديد الإجابة، لكنها الحياة، أقدار تصيبك، وأقدار تصيب نفسك بها. المؤسف أن انتشار التدخين عالميًا كان مدروسًا بعناية، ومدفوع الثمن مثلما يدفع مالك منتج على الإعلانات، وضعوا السيجارة في يد أشهر الممثلين والممثلات على شاشات السينما، وأعلنت شركات التبغ على لوحات الملاعب الرياضية، بل وصل الأمر في البدايات لظهور أطباء على التلفزيون ليؤكدوا أن لا أضرار صحية للتدخين. ولمن يسأل كيف تجرأ الأطباء على قول ذلك أقول: إنه المال.