تاليتش.. كرواتي يطمح إلى تكرار المعجزات

تجمع الأمثلة والحكم في جميع ثقافات الشعوب على أن المعجزات لا تتكرر، ولكن الكرواتي دراجان تالايتش، مدرب منتخب البحرين الأول لكرة القدم، يسعى إلى كسر هذه القاعدة بقيادة الأحمر إلى بلوغ نهائيات كأس العالم 2026، بعد أن صنع معجزته الأولى مع فريق الاتحاد بتحقيقه دوري أبطال آسيا قبل 21 عامًا، حين حول الخسارة أمام سيونجنام الكوري الجنوبي بنتيجة 3-1 ذهابًا إلى فوز عريض خارج الأرض بـ5 أهداف نظيفة.
في أواخر أغسطس من العام 1965 أبصر تالايتش النور في مدينة سراييفو العاصمة البوسنية التي تحتضن عدة عرقيات مختلفة ويشكل فيها كروات البوسنة نسبة 14 في المئة من السكان بجانب البوشناق والصرب ويتكلمون اللغة الكرواتية.
بدأ الكرواتي علاقته مع كرة القدم عندما دخلها عن طريق حراسة المرمى في فريق إن كيه فيتيز عام 1984، ولكنه لم يحظة بمسيرة جذابة لاعب كرة قدم، إذ شارك في 178 مباراة، لم يحقق خلالها أي بطولة كبرى، كما غاب عن قائمة منتخب بلاده الدولية.
ويمتاز تالايتش بطوله الذي يصل إلى 188 سم. وأعلن اللاعب الكرواتي تعليق قفازه والاتجاه إلى التدريب يوليو 2001.
على بعد أكثر من 5 آلاف كيلو متر غيرت مدينة جدة الساحلية قدر تالايتش عندما حضر إليها في عام 2004 بصفته مساعدًا لمواطنه توميسلاف إيفيتش، مدرب الاتحاد، وأصبح خليفته بعد أن خسر ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا 2004 أمام سيونجنام إيلهوا الكوري الجنوبية 3-1.
وبعد الخسارة قررت الإدارة الاتحادية إقالة إيفيتش، وتعيين مساعده تالايتش بدلًا منه.
وانطلقت مباراة الإياب في جيونجو وسط حضور جماهيري كبير، في سباق من أجل الفوز باللقب القاري، ونجح خلالها المدرب الكرواتي في قلب النتيجة وخلق المفاجأة بالفوز بالإياب بخماسية نظيفة ليسجل أولى بطولاته.
وكشف تالايتش أن الفوز الكبير والمعجزة التي تحققت لم تكن محض صدفة، مؤكدًا أن سلفه إيفيتش لم يستمع لنصيحته، إذ قال في تصريحات لموقع لاتحاد الآسيوي آنذاك: «مع كامل احترامي لإيفتش، لكنه رفض الاستماع لنصائحي في مباراة الذهاب، أحترمه وأقدره كثيرًا فقد علمني، ولكن أتذكر عندما سألني قبل المباراة بليلة عن اللاعبين المفترض أن يبدأ بهم إلا أنه لم يثق بي فقد تجاهل 8 لاعبين من قائمة اللاعبين الـ 11 التي سلمتها له. في النهاية رأينا كيف كانت النتيجة سيئة».
وأضاف: «بالفعل في اللقاء الثاني استبدلت 8 لاعبين وما زلت لا أعلم لماذا رفض الاستماع لي، ولكن نحن المدربين مجانين وأحيانًا نحب التمسك بأفكارنا».
مهدت «الريمونتادا» الاتحادية طريق تالايتش داخل الشرق الأوسط وقارة آسيا، إذ أدار كلًا من الرفاع والرفاع الشرقي البحرينيين، والنهضة السعودي، وشباب الأردن، والوحدات الأردني، والكويت الكويتي، واتحاد كلباء الإماراتي، وظفار العماني، وموانجتونج يونايتد التايلاندي، والفيصلي الأردني، وهينان جيانيي الصيني، والطائي السعودي، والخالدية البحريني، وأخيرًا المنتخب البحريني الأول.
ويحلم البحرينيون أن يقودهم صانع معجزة الاتحاد إلى تحقيق حلمهم في مشاهدة منتخب بلادهم يتأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه.