الظاهرة دوي يحلق فوق السحاب قبل الثيران

يعود المهاجم الشاب ديزيري دوي، ابن الـ 20 عامًا، إلى منتخب فرنسا الأول لكرة القدم وفي جعبته لقب أفضل لاعب في نهائي دوري أبطال أوروبا، طامحًا بدور رئيس مع «الديكة»، على الرغم من أن سجله لا يتضمن سوى مباراة دولية يتيمة قبل نصف نهائي مسابقة دوري الأمم أمام إسبانيا حاملة اللقب، الخميس.
تلقى الظاهرة الجديدة للكرة الفرنسية أجمل هدية قبل ثلاثة أيام من احتفاله بعيد ميلاده «ولد في 3 يونيو»، وهي الكأس صاحبة الأذنين الكبيرتين، بعدما سجَّل هدفين ومرَّر كرة حاسمة في الفوز الساحق لفريقه باريس سان جيرمان على إنتر الإيطالي 5ـ0 في نهائي ميونيخ، السبت.
بات مرشحًا فوق العادة لمركز في التشكيلة الأساسية للمدرب ديديه ديشامب في شتوتجارت، الخميس، في محاولة المنتخب الفرنسي الإطاحة بنظيره الإسباني، بطل أوروبا وحامل اللقب، وخوض المباراة النهائية لدوري الأمم الأوروبية بمواجهة الفائز من ألمانيا والبرتغال، الأربعاء.
صعود صاروخي للبطل الأوروبي الشاب الذي كان «على سحابة» منذ تلك الأمسية السحرية في ملعب «أليانتس أرينا».
قال مساء السبت «أنا سعيدٌ للغاية.. ما زلت أجد صعوبة في إدراك فوزنا بدوري أبطال أوروبا، وأننا صنعنا التاريخ».
وأضاف الجوهرة الجديدة في التشكيلة الفرنسية «حاولت التعامل مع هذه المباراة كالمعتاد».
كان أداؤه الرائع محط إعجاب خلال مشاركته الدولية الأولى في 23 مارس على ملعب «دو فرانس» أمام كرواتيا في إياب ربع نهائي دوري الأمم الأوروبية.
لعب دورًا حاسمًا في إعادة رفاقه إلى أجواء اللقاء بعد دخوله بديلًا لزميله في سان جيرمان برادلي باركولا في الدقيقة «66»، لتسجل فرنسا هدفين وتعوّض خسارتها بالنتيجة ذاتها ذهابًا. احتكم المنتخبان إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت لأبطال مونديال روسيا 2018 «5ـ4»، ونجح بأعصاب باردة وهدوء كبير في ترجمة ركلته، في حين أن فشله كان سيؤدي إلى إقصاء فرنسا.
وبالهدوء ذاته، سجَّل ركلته الترجيحية أمام ليفربول الإنجليزي في الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا 4ـ1، بعد التعادل 1ـ1 بإجمالي المباراتين.
انضم دوي إلى سان جيرمان الصيف الماضي قادمًا من رين مقابل 50 مليون يورو، على الرغم من العرض الذي تقدم به بايرن ميونيخ الألماني، وسرعان ما سيطر على العاصمة على الرغم من بداية متعثرة.
يتذكر قائلًا «أعتقد أن هذا تطور طبيعي للاعب شاب يصل بعد انتقال كبير إلى نادٍ كبير. لقد أخذت الوقت الذي أحتاجه للتأقلم مع باريس سان جيرمان».
في باريس، كما هو الحال في المنتخب الفرنسي، ليس لديه «مركز مفضل» ويعتقد أنها «فرصة للعب في مراكز متعددة».
مع «لي بلو»، بإمكان دوي أن يُسهم بمهاراته في المراوغة، التي يقول إنها «ليست فطرية»، مؤكدًا «أعمل على تطويرها منذ صغري».
لكنه يُقر بأنه لا يزال لديه «العديد من الجوانب التي يحتاج إلى تحسينها»، ويصرّ قائلًا «أحاول كل يوم أن أكون أفضل، وأن أتقدم في كل شيء».
«قد نملك الموهبة، كما تقول، أو نملك الكثير من المواهب، لكن الشيء الأكثر أهمية هو الانضباط، ما نفعله كل يوم والذي يقود إلى أعلى مستوى» قال دوي ردًا على سؤال من أحد الصحافيين في مارس حول كنوز اللعب على الكلمات التي يحتويها اسمه وشهرته.
بات جاهزًا للمشاركة في بث دم جديد في شرايين المنتخب الفرنسي، على صورة ميكايل أوليسيه الذي سجَّل هدفًا وقدَّم تمريرة حاسمة في مباراة الإياب ضد كرواتيا.
عند مقارنته بالنجم البرازيلي نيمار في تحركاته ومواطنه كيليان مبابي في طريقة تواصله، يجيب دوي قائلًا «في كلتا الحالتين، الأمر مُرض للغاية». ويضيف «لكنني سأحاول أن أبقى على طبيعتي».