|




أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش
2025-06-04
* مقال اليوم من أخبار ودراسات العالم الذي نعيش، ولا أعتقد أني سأخطئ إذا قلت «العالم الذي تغيّر» وأقصد التغيرات الصاروخية التي يحدثها الذكاء الاصطناعي وكل قفزات التقنية. كلما فتحت موقعًا إخباريًا وجدت تحديثات جديدة للتقنية، لا تكاد تقرأ عن إمكانيات تقنية حديثة، حتى تقرأ عن تقنيات جديدة تلغي ما سبقها!، المؤكد أنه سباق تجاري بين المطورين، كل يريد أخذ حصته من الكعكة الآن، لأن من لا يقتسم الآن، لن يحصل على شيء يذكر في الغد، هذا ما تقوله الـ 30 سنة الماضية، عندما انتشر الإنترنت وانطلقت مواقع مثل علي بابا وأمازون، صَعُبت منافستها لأنها انطلقت أولًا. تخيلوا أن الفيديو الترند الآن هو لامرأة في مركز لبيع الفاكهة، المرأة كانت تريد شراء بطيخة، فسألت شات جي بي تي: أي بطيخة أختار من بين عشرات البطيخ؟ فاختار لها بطيخة كانت شديدة الحُمرة، وطعمها حلو حسب قول المرأة. أذكر أن اختيار البطيخة كانت من مهام الرجال، الواضح أننا نفقد مهامنا بالتدريج، خصوصًا بعدما أصبح تشات جي بي تي مستشارًا لشؤون الأسرة، وطبيبًا، وصديقًا يحكي الحكايات، ويعطي رأيه في المشاكل الخاصة. قالت لي إحدى الزميلات أن أختها كانت تسأل شات جي بي تي عن أمورها الخاصة باحثة عن حلول، لكنها لم تقل بأن هذه المشاكل تخصها، بل تخص صديقتها، بعد أيام قال لها إن هذه المشاكل تخصها هي ولا تخص صديقتها! ذكرني ذلك بالأسئلة التي كان يوجهها الجمهور لمفسري الأحلام على الشاشة: يا شيخ.. صديقي حلم.. أو صديقتي حلمت! بالأمس سمعت المذيعة تقول إن «ميتا» تخلت عن مئات الموظفين، وكانت قد تخلت قبل مدة عن الآلاف، من بديلهم؟ الذكاء الاصطناعي بالتأكيد، كانوا يقولون وأقصد صنّاع الذكاء الاصطناعي، كانوا يقولون إنهم يطورون ما يساعد الإنسان في حياته، وفي هذا جزء صحيح، لكن الجزء الأكبر أنهم يصنعون ما سيغنيهم عن عشرات الآلاف من موظفيهم، بالإضافة للأرباح التي ستملأ حساباتهم البنكية من جيوب المُستخدمين.
* لن ابتعد عن التقنية، معظم الأخبار والدراسات تدور في هذا المحور. إليكم ما حذر منه خبراء الطب النفسي من فلاتر الكاميرات، الفلاتر التي لا تبقي امرأة إلا وجعلتها فاتنة الجمال، صغيرة الأنف، ناعمة البشرة. يقول الخبراء إن استخدام الفلاتر يشير إلى عدم ثقة المستخدمين بأنفسهم، وإن اعتمادهم الكلي على الفلاتر في تصوير أنفسهم سيتحول لاحقًا إلى انعدام كامل بالثقة بالنفس، وهذا له تبعات مضرة على صحة وعقلية المستخدمين. لا يتوقف استخدام الفلاتر على النساء، بعض الشباب لم يقصروا في ذلك، أذكر أني جلست بجانب أحد المشاهير، لم أعرفه إلا بعد أن عرفني على نفسه، وعندما قلت له لكنك لا تشبه الذي في الصور والفيديوهات قال: صحيح.. استخدمت الفلاتر فترة طويلة عرفني بها الناس.. والآن يصعب علي تركها. أجبته: لا صعب ولا شيء.. بس أنت تبي تتميلح عند بعض البنات!.