|




كونسيساو.. عائلة برتغالية تبكي ألمانيا في الليالي الحزينة

/media/article/2025/06/05/img/1225025198.jpg
فرحة فرانشيسكو كونسيساو لاعب منتخب البرتغال عقب تسجيله هدف التعادل أمام المنتخب الألماني خلال مواجهة المنتخبين في نصف نهائي بطولة دوري الأمم الأوروبية، الأربعاء (الفرنسية)
الرياض - إبراهيم الأنصاري 2025.06.05 | 10:26 pm

من قال إن في «الأبناء فناء الآباء» لم يعِ قوانين كرة القدم التي جعلت حضور فرانشيسكو كونسيساو استعادة لزمن والده سيرجيو كونسيساو الذي عاد للتحليق عاليًا من دهاليز التاريخ ليسطع في أجواء «إليانز أرينا».
في ليلة كروية حملت عبق التاريخ، وامتزج فيها المجد بالدم، جاء المنتخب البرتغالي ليهزم ألمانيا من جديد، في مباراة أعادت لذاكرة الجماهير لحظة لا تُنسى قبل خمسة وعشرين عامًا، عندما دوّى اسم سيرجيو كونسيساو في سماء كرة القدم بثلاثية لا تُمحى في مرمى «المانشافت» في يورو 2000.



لكن هذه المرة، لم يكن الأب هو من يركض على العشب الأخضر، بل كان ابنه شيكو كونسيساو، الذي تسلم شعلة المجد من والده، وكتب فصلًا جديدًا في الحكاية ذاتها، وكأن كرة القدم تأبى أن تُنسى تلك العائلة التي تعرف طريق الشباك الألمانية جيدًا.



في الدقيقة 63، وبينما كانت النتيجة تشير إلى خسارة جديدة لرفاق رونالدو، انطلق شيكو من الجهة اليمنى كما فعل والده في يوم المجد، راوغ مدافعَين بلمستين، ثم سدد كرة مقوسة عانقت الشباك، لتنفجر المدرجات وتُعلن عودة «ضربة كونسيساو» التي تطارد الألمان.
صرخ المعلّق البرتغالي: «إنه شيكو، ابن الأسطورة.. يسكن الكرة في المكان ذاته الذي اختاره والده منذ ربع قرن!».
لم يكن الهدف مجرّد حسم لمباراة، بل كان إعلانًا صريحًا أن كرة القدم لا تنسى أبطالها، وأن بعض القصص لا تُكتب إلا بدم العائلة.
شيكو، الذي كان وقت هدف والده لم يولد بعد، شاهد الهدف على أشرطة الفيديو مئات المرات، كما قال في لقاء سابق:
«كنت أبحث في نظرات أبي عن سر تلك الليلة، واليوم فهمت أن السر ليس في القدم، بل في القلب».
وسرعان ما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بصورة مركبة، جمعت بين احتفال سيرجيو كونسيساو بهدفه الثالث عام 2000، واحتفال شيكو على الطريقة ذاتها الليلة الماضية.
البرتغاليون أطلقوا على المباراة اسم «ليلة كونسيساو الثانية»، بينما علّقت الصحافة الألمانية بمرارة: «الاسم ذاته، الألم ذاته!»
هي ليست مجرد كرة قدم. إنها حكاية أب كتب التاريخ ذات مساء، فاستيقظ ابنه ليواصل السطر الذي انتهى عنده منذ 25 عامًا. حكاية تقول لنا إن بعض الأساطير لا تموت.. بل تورث.