|




خالد الشايع
العشوائية والارتجال لن يصنعا منتخبا بطلا
2025-06-11
منذ العام 2022، والمنتخب السعودي في حالة انحدار حاد، فشل مجلس إدارة الاتحاد الحالي في الحد منه، وإعادة التوازن للأخضر، ولا يبدو قادرًا على ذلك.

الفوز على الأرجنتين، كان قمة الهرم، ما بعد سقوط حر، وسريع، وبدلًا من أن يتخذ اتحاد الكرة خطوات توقف النزيف، بدأ يتخذ قرارات عشوائية، وارتجالية، لا يبدو أنها دُرست بشكل جيد، سرعت من السقوط، حتى بات بلوغ الملحق الآسيوي، إنجازًا.

في عام 2021، بلغ المنتخب السعودي نهائيات كأس العالم متصدرًا مجموعته، على حساب اليابان وأستراليا، بفضل جيل كان الأكثر مهارة، وموهبة، جيل كان امتدادًا لجيل 2018 الذي كان يلعب بروح قتالية لا مثيل لها.

لم ينل مجلس اتحاد من دعم، ومساندة من القيادة مثلما حظي به هذا الاتحاد بعد ما فعله الأخضر في 2022، ولكن بدلًا من أن يستفيد من ذلك، ويستغل الزخم للتطور، عاد للوراء، بسلسلة إخفاقات لم يسبق للكرة السعودية أن تعرضت لها، أن تخسر من إندونيسيا أمرًا لم يكن مقبولًا في أي مرحلة من مراحل الأخضر.

حسنًا، ماذا حدث بعد قطر؟، بات التعامل مع المنتخب والكرة السعودية، كتعامل شلة في استراحة، اتخذت قرارات لم تُدرس جيدًا، لو كانت كذلك، لما ألغى اتحاد الكرة دوري الـ19 عامًا، وقصر قوائم اللاعبين على 25 لاعبًا، ويلغي الدوري الرديف. ليقضي على مستقبل أكثر من 800 لاعب، وبعد عام يعود ويقر دوري النخبة، للاعبين تحت 23 عامًا، قرار يناقض آخر، ومحاولة لإصلاح ما فسد، ولكن بعد فوات الأوان.

قرارات عشوائية لدرجة أن الدوري انتهى منذ أسبوعين، ولا نعرف هل سيهبط الوحدة أم الأخدود، بسبب ضعف في تطبيق اللوائح والأنظمة، وكأن القائمين على هذه القضايا، ليس لهم علاقة بكرة القدم، قضية الوحدة تم تقاذفها بين الانضباط والاستئناف لأكثر من ثلاثة أشهر، حتى انقضى الدوري ومازالت قائمة، وهي واحدة من القضايا.

للأسف طغت أخبار تعاقدات الهلال، وتجديد عقد رونالدو مع النصر، وصفقات الأهلي الجديدة، على أخبار المنتخب في المرحلة الحاسمة، فخسر حتى الدعم الجماهيري، 24620 متفرج فقط حضروا مباراته الحاسمة، مشهد لا يمت بصلة لـ60 ألفًا دعموا المنتخب أمام اليابان قبل ثلاث سنوات، عندما تطغى أخبار الأندية على المنتخب، هكذا تكون المحصلة.


اليوم، المنتخب السعودي ليس من الستة الذين تأهلوا مباشرة للمونديال، وعليه أن يخوض ملحقًا صعبًا، ربما يكون لقرار الـ8+2 أجانب، دور في ما يحدث للمنتخب ولكن ليس الوحيد، هو رأس الجبل الذي يوشك أن يغرق السفينة، ولكنه ليس الجزء الأكبر فيه.

‏نعم نريد دوري قويًا ومثيرًا، ولكن ليس على حساب المنتخب، لابد من الموازنة بين الدوري ومصلحة المنتخب، ما حدث جرس إنذار لابد أن نعي سريعًا وإلا حتى الملحق سنفشل فيه.

الكل يتحدث، ويحلل، ويقترح الحلول، ولكن مجلس الإدارة لا يعي، لا يسمع، ولا يعتقد أن غيرهم يفهم، ليس خطأ أن يجتمع المجلس مع أهل الاختصاص من الرياضيين، وكبار النقاد والاستفادة من طرحهم، فالمنتخب في نهاية المطاف ليس ملكًا لهم فقط.
نعاني من مشاكل كثيرة، ولكنها ليست عويصة على الحل، إذا لم تكن قادرًا على إيجاد حل، ليس عيبًا أن تستفيد من تجارب الآخرين، المهم أن تتحرك قبل أن نجد أنفسنا خارج المونديال.