|




عيد الثقيل
لا يستحق ابن نافل هذا الجحود
2025-06-12
تبحث جماهير الهلال عن الأفضل لفريقها، ولا ترضى إلا أن يكون في المقدمة دائمًا، وهي الجماهير الأصعب بين البقية في السعودية، إذ لا يمكن إرضاؤها بعد أن تعوَّدت طوال تاريخها على البطولات التي جعلت فريقها في زعامة الأندية دون منافسٍ في هذا الجانب.

ومن الطبيعي أن تبحث عن تدعيم صفوفها بلاعبين عالميين قبل المحفل العالمي في أمريكا، الأربعاء المقبل، الذي يبدأ بمواجهة الأزرق فريقَ ريال مدريد، لكنْ القسوة، والجحود اللذان تمارسهما مع فهد بن نافل، وهو أحد أفضل الرؤساء تاريخيًّا على مستوى الأندية السعودية وليس في الهلال فقط، أمرٌ غير مقبولٍ، وليس منصفًا في حق رجلٍ، قدَّم الكثير للهلاليين، ومن ورائه الداعم الأول وقلب الهلال النابض الوليد بن طلال!

على الجماهير الهلالية أن ترى الأمر بواقعيةٍ أكثر لا بعاطفتها. هل حجم الصفقات الأخيرة في الدوري السعودي، وتحديدًا مع المشروع الرياضي الذي انطلق في 2023، تستطيع أي إدارةٍ مهما كانت ملاءتها المالية تحمُّله؟ وهل كانت الصفقات الماضية فقط من خزينة النادي؟ وهل أموال الدعم لمثل هذه الصفقات موجودةٌ في الخزينة، والرئيس الهلالي تكاسل، ولم يبرم الصفقات؟ أيضًا هل الوقت الجاري والفترة الخاصة للانتقالات التي تسبق كأس العالم، وسمح بها الاتحاد الدولي سهلةٌ على الأندية السعودية التي تواجه الصعوبات في إقناع اللاعبين العالميين للقدوم في الفترات المتعارف عليها عكس الأندية الأوربية التي يطمح كثيرٌ من اللاعبين اللعبَ لها، وقد يقدمون بعض التنازلات من أجل ذلك؟!

كل لاعبٍ في الفترة الجارية، يعلم حاجة الهلال للتوقيع الآن، وإن كان يطمح لرقمٍ معيَّنٍ للقدوم للدوري السعودي، فسيضاعفه لمعرفته بحاجة الهلاليين إلى ذلك قبل كأس العالم للأندية، وهو ما واجهه الهلال أخيرًا في مفاوضاته مع بعض اللاعبين، إضافةً إلى ذلك، هل قدوم لاعبَين، أو حتى ثلاثة كافٍ لمقارعة كل الفرق الأوروبية في هذه البطولة، وتحقيق اللقب؟ بالطبع لا.
قد تتحسَّن المشاركة الهلالية، لكنَّها لن تصل لذلك. ثم هل جلب هؤلاء اللاعبين بسرعةٍ حتى إن المدرب لم يمضِ على وجوده سوى أسبوعٍ أمرٌ منطقي، أم من الأفضل التريث في ملف التعاقدات حتى الفترة الصيفية التي تكون فيها الخيارات أفضل، والفرص أكبر، والتكاليف المالية بالطبع أقل، والإعداد لموسمٍ جديدٍ فيه عديدٌ من الاستحقاقات التي تنتظر الفريق والتخطيط لمستقبله مع هؤلاء اللاعبين والمدرب لثلاثة أعوامٍ على الأقل.

مجرد التفكير قليلًا في كل هذه التساؤلات بعقلانيةٍ بعيدًا عن العاطفة، ستُغيِّر المشهد الهلالي الحالي بين جماهيره، وستحولها لداعمٍ للفريق لا هادمةٍ له بجحودها ومطالبها بإبعاد فهد بن نافل، الرئيس التاريخي لكل الأندية السعودية.