|




سعد المهدي
للذين خدعتهم المقاعد الثمانية
2025-06-14
بعد أن رفع الاتحاد الدولي عدد المشاركين في المونديال إلى 48 منتخبًا، اعتبارًا من 2026، ومعه منح القارة الآسيوية 8 مقاعد ونصف مقعد، تعالت معظم الأصوات بأن المنتخبات الآسيوية الكبيرة، ومن بينها منتخبنا الوطني، ضمنت الوصول، ومعه بدأ السؤال عمّا بعد التأهل، وأنه لا يمكن قبول المشاركة ما لم يتعهد المنتخب بتجاوز دور المجموعات على الأقل؟

والمطالبة في أصلها ربما تكن مقبولة لو أنها لا تعلم حال المنتخب الذي لم يكن أبدًا مؤهلًا لضمان التأهل المباشر، عطفًا على منتخبات مجموعته، قياسًا بواقعه الفني ونتائجه قاريًا وإقليميًا، وكأن المطالبات التي جاءت معاكسة لعلمهم بواقعه نوعًا من التحدي أو الإحراج أكثر من أي شيء آخر.

كنت من بين الذين دخلهم الخوف ألّا نستطيع تجاوز ظروفنا الفنية والعناصرية، التي يعيشها المنتخب، كما كنت لا أرى أن المقاعد الثمانية تعني أن المشوار سهل، وزاد ذلك أن وضعتنا في مجموعة من بينها منتخبا اليابان وأستراليا، وهو ما أفسد علينا ميزة كثرة المقاعد وألغاها، لكن لم أتوقع أيضًا أن نجد في الملحق منتخبات مثل قطر والعراق والإمارات وإندونيسيا وعمان، وكأننا نخرج من فخ ويصطادنا آخر.

في 26 يونيو 2024 قبل أن تبدأ التصفيات ذكرت نصًا في مثل هذه الزاوية أن: «التأهل المضمون للمونديال المقبل 2026، الذي كنا نعتقده «تبخر»، أصبح مشوارًا شاقًا، فيه الكثير من المصاعب والتحديات، هذه حقيقة علينا التعامل معها بواقعية حتى نتجنب الفشل، الذي سيكون له، إن حدث، ارتدادات سيئة على أكثر من صعيد.
كان التصور أن رفع عدد المنتخبات الآسيوية، التي يمكن لها أن تصل إلى نهائيات المونديال، إلى ثمانية مقاعد ونصف نظرًا لزيادة عدد المشاركين في المونديال إلى 48 منتخبًا، يعني أن الطريق سهل وميسر لمنتخبات آسيا القوية تاريخيًا، تلك التي سبق لها الوصول للمونديال أكثر من مرة من بينها منتخبنا.

إلا أن توزيع المنتخبات الـ 18 على المجموعات الثلاث، ونظام التأهل، عقد المهمة لأكثر من منتخب، أدخل الشكوك من الباب الواسع. إذا نظرنا إلى مجموعتنا، وهي التي تهمنا، نجد أن وجود منتخبات، مثل اليابان وأستراليا، يمكن لهما ألّا يضمنا لنا الحصول على تأهل مباشر، فيما لو لم ننتزع منهما أحد الترتيبين، الصدارة أو الوصافة، بالرغم أن لنا تجارب ناجحة في تجاوزهما والتصدر، كما حدث في نسخة 2022، وهو قلق سيساور المنتخبات الثلاثة، يجب أن نأخذه على محمل الجد، ولن يتم تبديده إلا بتوفير كل عوامل النجاح المسؤول عنها اتحاد الكرة. إن تحديد التأهل «هدف» لا بديل عنه، لا يعني نتائج محددة، ولا ترتيبًا معينًا، إنما خوض المباريات للحصول على «التأهل» دون أن يعنينا أن كان مباشرًا أو في الدور الذي يليه، أو حتى عبر الملحق، فنحن لا نملك رفاهية المستوى، ولا العناصر التي تجعلنا نأخذ هذا الاتجاه أو نوجه الرأي العام على أن لا بديل عنه، سنلعب 10 مباريات أمام خمسة منتخبات، يضاف لهم منتخبنا، تملك القدرة على إحراج بعضها بعضًا، اليابان، أستراليا، البحرين، الصين، إندونيسيا.

علينا دراسة نظام التصفيات وإعداد خطط الاحتمالات، وأن يمضي المنتخب في مشواره دون الالتفات إلى غير ما يجب فعله، وفق استراتيجيته، والتأكد من أن كل أدواته تؤمن بالوصول إلى الهدف المنشود وبقدرتها على مجابهة الظروف، والتعامل مع المستجدات بروح الفريق الواحد، ففي مثل هذه المواجهات يمكن جمع النقاط بالفوز وتعويض فقدها بنتائج المنتخبات الأخرى، وسيحِسم السباق الأكثر قدرة على الحفاظ على حظوظه، الذي لا ينكسر أو يستسلم»

واليوم أكتب، وبعد أن حدث ما توقعناه أو خشيناه أن اتحاد الكرة وحده عليه مسؤولية واجب التأهل للمونديال دون أن يلتفت لا إلى ما يطرح في الإعلام أو يتحدث به أو عنه الجمهور، لأن الجميع إذ لم يتحقق التأهل سيلعب دور الضحية، وإن أذنب وحينها سيقال إنه على حق، أليس منتخب بلاده؟