|




خالد الشايع
المونديال.. عندما يتجرد الإعلامي من المصداقية
2025-06-19
قبل أن تنطلق بطولة كأس العالم للأندية والمقامة حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية، تعالت أصوات «بعض» الإعلاميين أو المحسوبين على الإعلام، ومعهم عدد من المراسلين، يشككون في الحضور الجماهيري للمباريات، مؤكدين – حسب رؤيتهم – أن البطولة فشلت من قبل أن تبدأ وأن الفيفا، يحاول أن ينجو ببطولته الوليدة، بعد أن فشل في تسويق مباريات لا يريد أحد مشاهدتها، وأنهم في الولايات المتحدة لا يعلمون شيئًا عن البطولة، والمباريات، والفرق التي ستلعب، حسنًا مع انطلاقة وفي أول مباراة فيها شاهدنا ملعب الافتتاح يكتظ بأكثر من 60 ألف متفرج، مباراة PSG وأتلتيكو مدريد حضرها أكثر من 82,000 متفرج، بقية المباريات حظيت هي الأخرى بحضور جماهير لافت، كلاسيكو العالم القديم، الذي جمع الهلال بريال مدريد، حظي بحضور جماهيري لافت، حسنًا أين من كان يزعم أن «فيفا» فشل في بيع أكثر من 5٪ من التذاكر؟ أين كان من يزعم أن لا أحد يعلم عن المباريات، حديث مدير متجر الملابس في ميامي الذي أكد أن قمصان الهلال نفدت منذ اليوم الأول من طرحها تؤكد أن الكل كان يترقب الحدث، الكل كان يتابع البطولة التي يتوقع أن تكون ثاني أقوى بطولات كرة القدم بعد كأس العالم للمنتخبات.
للأسف، هناك من لم يعجبه أن يكون الهلال ممثلًا للكرة السعودية في الحدث الأكبر، ممثلًا وحيدًا، هناك من حاول أن يشكك في البطولة حتى قبل أن تبدأ بشهور طويلة، بدءًا من أحقية مشاركة الهلال فيها، وهو بطل عام 2021، هناك من زعم كذبًا من أن كبار الأندية رفضت المشاركة في البطولة لأنها غير مهمة، بينما شاهدنا تلك الفرق وهي أول من وصل للولايات المتحدة، أحد المراسلين، حاول أن يروج الفكرة أن الجمهور الأمريكي لا يعلم عن البطولة شيئًا وزعم أنه التقى بعدد كبير منهم، وأكدوا له أنهم لايعلمون عن البطولة، مشجعون لا يعلمون أين ستقام المباريات ولم يقدم أمام الكاميرا واحدًا منهم، لا في أروقة المدرجات ولا حتى في أوراقها.

الحضور في ليلة الافتتاح كذبه بشكل بيّّن، مباراة الهلال كذبته مجددًا، حساب الهلال الرسمي فند كل ما ادعاه، بعد أن أظهر المراسل وهو بين مئات المشجعين الهلاليين قبل المباراة، صورة واحدة كانت أبلغ من ألف كلمة.

‏البطولة أشبه بمونديال كأس العالم للمنتخبات والأجواء تاريخية وجميلة، ومن لم يعجبه ذلك، كان عليه أن يترك مهمة التغطية لغيره، لا داع لأن يظهر بشكل مضحك، لدرجة أن مغردين، ومؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي كانوا أكثر مصداقية منهم.

للأسف، مجددًا يعج «إكس» بمدعي المهنية، يصرون على ترويج الكذبة تلو الأخرى، لدرجة لم نعد نميز بين صدقهم وكذبهم، استمرأوا الكذب حتى صارت صفة لهم، في مهنة لا معنى لها بلا مصداقية.