|




خالد الشايع
الإعلامي المشجع أضاع البوصلة
2025-06-26
شيئًا فشيئًا بدأت الفوارق بين الإعلامي والمشجعين تتلاشى، سارعت الوتيرة بشكل أسرع، بعد اقتحام عدد كبير من إعلاميي البرش والمنتسبين ظلمًا للإعلام، الساحة دون سابق إنذار، من المدرج مباشرة إلى شاشة التلفاز.
بعد التعادل الذي خرج به نادي الهلال أمام ريال مدريد الإسباني في افتتاح كأس العالم للأندية ظهرت الحقيقة الواضحة، لا فرق بين كثير من الإعلاميين والمشجع المتعصب العادي، إعلاميون خرجوا بتعليقات لا تقبل من مشجع فما بالك بإعلامي يُفترض فيه الاحترافية، وأن يكون أكثر وعيًا، لا أقول حيادية ولكن مهنية على الأقل، هناك من قارن بين تعادل الهلال في افتتاح مبارياته في كأس العالم وبين مباراة ودية كانت في افتتاح معسكر الفريق أو مباراة اعتزال، شارك فيها أكثر من سبعة لاعبين من أندية أخرى ثلاثة منهم هم سجلوا الأهداف، طرح أقل ما يقال عنها سطحي دون أدنى فائدة للمتلقي.
شيئًا فشيئًا بدأت الحدود بين الإعلامي، والمشجع، تتلاشى، حتى بات مستضيفو المساحات هم من يوجه الرأي العام الجماهيري، كارثة كبيرة ستكون أكثر فداحة خلال السنوات المقبلة إن لم يتم التصدي لها.
قبل عامين حذرت مثل كثيرين من أن استمرار الشحن الجماهيري بين المشجعين سيقود لانحراف كبير في البوصلة الأخلاقية، اليوم من كانوا يروجون يشعلون راية التعصب المقيت باتوا هم أصحاب الصوت الأعلى، وبسبب ذلك الانحراف، انساق كثير من الإعلاميين خلفهم، ودخلوا من الباب ذاته على أمل الحصول على عدد أكبر من المشاهدات طمعًا في بعض الريالات التي يقدمها موقع «إكس»، تلك الأرباح التي لم تأتِ على الوسط الرياضي بخير.
اليوم وأكثر من أي وقت مضى أمام الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي ووزارة الإعلام ومعهم وزارة الرياضة دور مهم في إعادة المسار الإعلامي لوجهته الصحيحة وإبعاد المتسلقين والمسيئين للمهنة، فاستمرار الانحراف يعني المزيد من الدخلاء، والمزيد من الانحراف نحو وسط عشوائي فوضوي، يزيد من التعصب والشحن.
صحيح أن قليلًا من الإثارة والتعصب مقبولة لإبقاء الرياضة تنافسية، ولكن ما أعنيه هو الكذب والتدليس والتجاوز اللا أخلاقي، من خلال ترويج أخبار مغلوطة، ونشر معلومات غير صحيحة، كذب بواح يشوه الصورة مهما كانت جميلة، البعض يرفض أن يشيد بما يقدمه منافسوه ويفضل كيل اتهامات لا يعلم إلا الله من أين استقاها، مروجها تحديدًا أكثر من يعلم أنها كذب مفضوح، ولكنه مثل غيره يريد أن يركب الموجة، لا يهم أن يشاد به، أو يُشتم، سيان عنده، المهم أن تتجاوز مشاهداته الملايين، في نهاية المطاف هو الذي يستفيد والكل سيخرج من المعركة خاسرًا، هناك فعلًا من يسعى لتحقيق المزيد من الانتشار حتى على حساب المصداقية والأخلاق، أما المهنية فهي في ذمة الله منذ سنين.