|




أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش
2025-06-27
مقال اليوم من أخبار ودراسات العالم الذي نعيش، العالم الذي كلما اعتقدت أنه قوي، وأننا فيه أقوياء، حدث ما يقول لي لا.. إنه هش جدًا. قبل 5 سنوات استفاق العالم على أخبار كورونا، جرثومة لا تُرى في العين عطلت العالم، أبقت مليارات البشر في بيوتهم، حتى أقرب الناس إليك صرت لا تستطيع مصافحته ! ثم عندما تعود الحياة إلى طبيعتها، أنسى أنا هذه الهشاشة، ولا أتذكرها إلّا عندما يأتي ما يذكرني بها من جديد، وقد لا أتذكرها بسبب حدث عالمي، قد تكون زيارة إلى مريض في المستشفى كافية لتقول لي: نحن بسطاء جدًا، أبسط بكثير من أن يصيبنا الغرور، ومشكلتنا أننا ننسى.
يبقى عالمنا عالم جميل إذا ما رأيناه بعيون تتبع الجمال، وعشناه بأخلاق بقيّم عالية. بقيت مقولة عالقة في ذهني لأحد الأصدقاء عن الحياة، قالها بأسلوبه الشعبي المحبب لي، وبعد إجرائه لعملية حسابية خاطفة: شوف.. زايد ناقص.. الحياة حلوة.
كل الدراسات والأبحاث الطبية، وكل عمل الممرضين والأطباء، من أجل الحفاظ على صحة الإنسان، وليعيش حياة أطول. والحقيقة أننا اليوم لسنا بحاجة لنتعرف على النمط السليم لحياة صحية، لأنه معروف، لا تأكل كثيرًا، ولا تأكل طعامًا غير صحي، عش حياة نشيطة وابتعد عن الكسل. لا تتدخن، لا تشرب الكحول، عش متفائلًا وبعيدًا عن القلق. لكن الدراسات والأبحاث مستمرة عن أسباب العمر الطويل، وكأن هناك أسرارًا يبحث العلماء عنها، ومع كل جهودهم لا يعودون بشيء جديد غير ما يعرفه الجميع. آخر الدراسات عن الحياة الصحية والعمر المديد أجريت في بلدة إيطالية «أتشيارولي». قام العلماء بدراسة الأسباب التي جعلت معظم سكان القرية يتجاوزون المئة عام، ويتمتعون بصحة ولياقة بدنية ممتازة، وهم في هذا العمر. الدراسة اشترك فيها علماء من عدة دول، واستمرت 10 سنوات. النتائج تقول إن المعمرين في البلدة يتبعون نظامًا غذائيًا وسطيًا، بمعنى أنهم لا يأكلون للدرجة التي تحتاج فيها أن «تنسدح» بعد الوجبة، يأكلون الكثير من الفواكه والخضراوات الطازجة، والبقوليات، والمكسرات، والحبوب الكاملة، وزيت الزيتون، مع تقليل تناول اللحوم الحمراء. الدراسة قالت أيضًا إن سكان القرية يمارسون نشاطًا بدنيًا منتظمًا، ويعيشون حياتهم بعيدًا عن التوتر والقلق العصبي. هذه زبدة الدراسة، أمور يعرفها الجميع ولا جديد فيها. نحن لا نعاني في عالمنا من الجهل، بل في تطبيق الصحيح الذي نعرفه.
كان الأطباء يعتقدون أنهم في منأى خطر الذكاء الاصطناعي، كونه لا يستطيع أن يحل محلهم، لأن مهنة الطب إنسانية، ولا بديل عن الطبيب الإنسان. أعتذر منكم، لقد عشتم ومازلتم تعيشون في مكانة اجتماعية محترمة، وأنتم تستحقونها فعلًا، لكني مضطر للقول لكم، لكي تنتبهوا، أن الذكاء الاصطناعي أصبح يقرأ صورة الأشعة في ثانية واحدة، ولا يخطئ في قراءة الصورة. أقول ذلك بعدما شاهدت طبيبًا يعرض أشعة ويقول بأنه ينظر إليها ليعرف إن كان هناك التهابًا أو أي مرض، وقد يخطئ أحيانًا في التقدير، وأضاف: أما الذكاء الاصطناعي فلا يحتاج وقتًا ولا يخطئ. المؤسف أن الطبيب قال في نهاية الفيديو: لقد أصبح الذكاء الاصطناعي بديلًا لي.. أين أذهب ؟ تعال عندي في المزرعة التي أود التقاعد فيها، لأن الذكاء الاصطناعي سيحل بديلًا عن الكتّاب والمذيعين، حاول أن تتعلم الطبخ قبل أن تأتي، وتحديدًا «المرقوق».