«فيفا»: أندية أمريكا الجنوبية ضعيفة أمام المرمى

أوضح خبراء فنيون في الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، أن الفجوة بين أندية أمريكا الجنوبية وأوروبا ربما لا تكون واسعةً بالقدر المتوقَّع في كأس العالم للأندية، الجارية حاليًّا في الولايات المتحدة، لكنَّها لا تزال موجودةً في فاعليتها، وجودتها، وحسمها أمام المرمى.
وقال أرسين فينجر، رئيس تطوير كرة القدم العالمية في الاتحاد الدولي، في طاولةٍ مستديرةٍ إلى جانب أعضاء مجموعة الدراسة الفنية التابعة لـ «فيفا» المكلَّفة بتحليل مباريات البطولة: «في بداية الأمر بدا أن عديدًا من المنافسين يخشون مواجهة الأندية الأوروبية، لكن مع دخول المراحل المتقدمة في دور المجموعات، بدؤوا يدركون، خاصَّةً البرازيليين، أن الأمر قد لا يكون مختلفًا على الإطلاق».
وتغلَّب فلامنجو وبوتافوجو البرازيليان على منافسين أوروبيين خلال دور المجموعات في البطولة، التي تضمُّ 32 فريقًا، وجاءت أبرز النتائج بفوز الأخير 1ـ0 على باريس سان جيرمان الفرنسي، بطل أوروبا.
وأوضح فينجر، أن الثقة المتزايدة، لا سيما بين الأندية البرازيلية، أدَّت إلى تغيير الديناميكية قبل بدء دور الـ 16، وأضاف: «ربما يعود هذا الأمر أيضًا إلى اكتسابهم الثقة اللازمة لتحقيق ذلك. هذا التحوُّل في العقلية قد يعني أننا سنرى أندية البرازيل بشكلٍ مختلفٍ في الأدوار الإقصائية عما رأيناه في دور المجموعات».
وسلَّط المدرب السابق لأرسنال الإنجليزي الضوء على تأثير المدرب فيليبي لويز الذي أظهر فريقه فلامنجو بأنه الأكثر خططيةً أوروبيةً بين أندية أمريكا الجنوبية في البطولة، وتابع: «فيليبي لعب في أوروبا، ويمكنك رؤية ذلك في الطريقة التي يتعامل بها فريقه مع المباراة».
واستطرد: «عندما تزورنا الأندية، نرى وفودًا، يصل عدد أفرادها إلى 100 شخصٍ، وتضم معاونين ومحللين ومستشارين. مع فرق تضم ما بين 23 و35 لاعبًا، أصبحت هذه الأندية الآن محترفةً تمامًا في كافة المجالات. هذا المستوى من الإعداد، يسمح لها بالتعلم سريعًا، لكنْ الفارق الرئيس بينها وبين نظيراتها الأوروبية، يظل في التنفيذ. في الثلث الأخير من الملعب. الأندية الأوروبية ببساطةٍ أكثر قدرةً على الحسم».
واتَّفق الألماني يورجن كلينسمان، المدرب السابق للمنتخبين الألماني والأمريكي، مع هذا الرأي، وقال: «الفارق الحقيقي يكمن في العقلية. تمثِّل الخبرة أيضًا جزءًا كبيرًا من الجودة عندما يلعب نادٍ مثل باتشوكا، أو مونتيري المكسيكيين في بطولةٍ مثل هذه».
وبالاستعانة بفترة عمله مدربًا للمنتخب الأمريكي، أكد كلينسمان أهمية اختبار اللاعبين خارج مناطق راحتهم، وتابع: «لهذا السبب كنت أقول دائمًا: دعونا نشارك في كوبا أمريكا. اسمحوا لنا بالمشاركة في بطولة أوروبا. هذا النوع من المنافسة يطور عقلية الفوز».
وأضاف: «إذا نُظِّمت هذه البطولة العام المقبل أيضًا، فسيكون باتشوكا فريقًا مختلفًا، وأكثر ثقةً وتنظيمًا، لكن عليهم أن يكونوا أكثر حسمًا أمام المرمى. عندما تكون داخل منطقة الجزاء عقلك هو الذي يتخذ القرار، وليس قدمك فقط. وهذا هو الفارق».
ومع بدء مباريات دور الـ 16، بيَّن المحللون، أن مراحل خروج المغلوب، ستعطي صورةً أوضح للتقدم الذي حققته أندية أمريكا الجنوبية من الناحية الفنية والنفسية. وقال فينجر: «ربما نرى نهجًا مختلفًا للغاية الآن».
ويلتقي فلامنجو وفلومينينسي البرازيليان فريقَي بايرن ميونيخ الألماني وإنتر ميلان الإيطالي، الأحد والإثنين.