|




تركي السهلي
حفلة صفراء
2025-07-01
الأمور في نادي النصر تموج على نحوٍ مُزعج. التجاذبات تحدث بين المُحب الواقف بعيدًا وبين العامل الموجود في الداخل، دون مراعاة لفهم الوضع بين الرغبة، والمسؤولية. ومهما علت أصوات المطالب، فهي تبقى دون حدود المسؤوليات، ولا أحد يستطيع أن يكون أكبر من الإجراءات المنضبطة بحوكمة، وسلسلة صلاحيات.
إن اعتبار النادي جزءًا من مسؤوليات المُشجّع مسألة لا تستقيم، فالانتماء لا يعني التحكّم والفرض مهما كانت علاقة الارتباط الوجداني من حيث الحجم والزمن، كما أن الأندية التجارية لا تخضع في الغالب لما يتم ممارسته من ضغط محبين عليها، وتذهب إلى تقييم الأمور واتخاذها بناءً على ما لديها من خطط مالية، ومساحة حركة مرتبطة بالسوق.
والنصر، نادٍ تتداخل فيه المسائل على نحوٍ عجيب، فالمحبون له يعتبرونه جزءًا منهم، وحالة تتخطّى حدود المتابعة إلى المُشاركة المفروضة، وكأنهم يمتلكونه لا يتابعونه للتشجيع.
والمراقب للوضع، سيجد أن الصراع بدأ بين جلب المُدرّب جورجي جيسوس أو أوناي إيمري، بين الشعار القديم والجديد، بين دوران وبديل دوران، بين المشروع، ووقت الحصد للبطولات. والأمر أشبه بملاحقة في مساحة ضيّقة، تصُيب بالدُوار، ولا نهاية لها.
وكُل شيء في النصر مطروح، ومُشاع للإبداء، والفرض، بدايةً من القادم أو الخارج، إدارة أو إدارة، ونهاية بالمعسكر الصيفي ومُدن التدريب. والجميع يُشارك في الحفلة حتى «فابريزيو رومانو»!
والأزمات في النادي الأصفر لا تتوقف، ولا استراتيجيات مواجهة، ولا خطط اتصال كُبرى، ولا تطوير لذهنية الصورة، ولا شيء سوى الرواج الهائل للأخبار، وبوالين الاختبار، والأدوار تتداخل دون أن يكون هناك فصل بين الواقع والمأمول.
والثقة بين المُشجع، والعامل الإداري في أدنى مستوياتها، ولا مجال إلاّ أن تغلب القرارات، ويفهم كُل واحد دوره.
إن الصمت لا ينفع دائمًا، كما أن مُطاردة النفي، ضرره أكبر في أحايين أخرى، لكن الجلوس، وفهم المُسبّبات، ومواجهة الأزمات، وسرعة التجاوب معها، سيقضي عليها. إن الإدارات الناجحة من تضع يدها على المشاكل حتى وإن كانت من داخلها، كما أن الأشخاص الذين بدخولهم تفشّت الصراعات لا بد أن يخرجوا دون توديع.