|




صالح الطريقي
«رونالدو وويلهامسون» وقميص الوطنية
2025-07-03
كتبت سابقًا عن «الانتماء» وأنه شعور بالارتباط بمكان، أو فكرة، أو مجموعة، وأن الإنسان بطبعه متعدد الانتماءات، فانتماؤه لمكان ما، لا يعني تخليه عن وطنه، أو خيانته.
وأظن الكثير تابع تصريح قائد النصر البرتغالي «رونالدو» حين قال: «أنا برتغالي، لكني أنتمي للمملكة العربية السعودية»، بمعنى انتماءه للمملكة لم يلغ البرتغال، بقدر ما يشعر بالانتماء للوطن الجديد، لدرجة أنه ذكر بتصريحه «ولي عهدنا محمد بن سلمان يقوم بعمل رائع جدا»، واستخدامه ضمير المتكلم «لنا» مع «ولي عهد» تأكيدًا على انتمائه.
صرح قبل فترة لاعب الهلال السابق السويدي «ويلهامسون» قائلًا «المملكة ليست بلدي الثاني، بل بلدي الأول، وللهلال مكانة خاصة في قلبي، ولدي علاقة استثنائية مع المجتمع السعودي، بسبب الطريقة التي تم التعامل معي فيها»، أي هو يعلن عن انتمائه لمكان آخر إضافة لوطنه القديم السويد.
هذا الانتماء الجديد «للبرتغالي رونالدو والسويدي ويلهامسون»، لم يواجه بحرب وتشكيك بوطنيتهما من قبل الإعلام والكتاب والنقاد بأوطانهم، ولا حتى من الجماهير، لأن لا أحد من الكتاب جيّشهم.
ولم يتم تخوين اللاعبين وتجريدهما من وطنيتهما، لأنهما شعرا بمحبة، أو انتماء لمكان وطن وشعب آخر.
لأن مفهوم الانتماء واضح لديهم، ومفهوم الحرية الفردية «حبك لمكان، أو شعب» شأن خاص بك لا يحق لأحد التدخل فيه، والوطنية ليست قميصًا يلبسونه لمن يريدون ويخلعونه عمن يريدون.
فيما لدينا بعض الإعلاميين وبسبب انتماءاتهم الرياضية المختلفة، يجعلون «الوطنية» قميصًا، لن يلبسوه لك ما لم تشجع ناديهم في المحافل الدولية، وإن لم تفعل أصبحت خائنًا.
كتب أحدهم فيما معناه «من لا يشجع فريقي خائن لوطنه»، فيما آخر وظف العقيدة «من لا يشجع فريقي المسلم آثم».
هكذا بسهولة يتم تجريدك من دينك ووطنيتك لأنك تنتمي/تشجع الفريق المنافس.
ترى متى يعي هؤلاء أن عدم انتماء/تشجيع الآخر لناديهم لا دخل له بالخيانة؟
فهي ذائقة أنت تحب اللون الأزرق، والآخر الأخضر، ولا أحد منكما على خطأ، أو خائن.