|




خالد الربيعان
النصر مشروع غريب
2025-07-14
من يتأمل في نجاحات صندوق الاستثمارات العامة في إدارة مشاريع عملاقة مثل أرامكو، ونيوم، ونيوكاسل، والمشاريع والشراكات العملاقة التابعة له يلحظ وضوح الرؤية ودقة التنفيذ والالتزام بمنهجية مؤسسية متقدمة.
لكن حين ننظر إلى تجربة نادي النصر تحت المظلة نفسها، يبدو أن المشروع يفتقر إلى التكامل في الرؤية والتنفيذ، رغم توفر الإمكانيات والدعم غير المسبوق.
النصر، كأحد أهم الأندية جماهيرية وتاريخًا في المنطقة، دخل مرحلة جديدة بعد انضمام كريستيانو رونالدو، وتعاقد مع أكثر من 14 لاعبًا أجنبيًا مميزًا، في خطوة كان يُفترض أن تضعه في واجهة الكرة الآسيوية والعالمية.
لكن الواقع لا يعكس هذا الطموح؛ فلا بطولات تحققت، ولا هوية واضحة بُنيت، ولا مشروع تسويقي ناضج انطلق من هذه المنصة الفريدة.
رغم وجود أيقونة تسويقية عالمية مثل رونالدو، لا يزال التفعيل التجاري والتقني ضعيفًا؛ فالمتجر الإلكتروني يفتقر إلى الحد الأدنى من الكفاءة، ولا توجد حملات عالمية تسويقية، ولا استراتيجية متكاملة لتعظيم العوائد أو بناء جمهور عالمي.
أما على مستوى الهوية والمحتوى، فلا تزال الرسائل سطحية، لا تعكس مشروعًا تحويليًا، ولا تواكب تطلعات الجماهير ولا حجم الاستثمار.
اللافت أيضًا، أن هذا القصور يترافق مع ضعف الكوادر المؤهلة، واعتماد متكرر على أسماء إدارية وتقنية لم تعد مناسبة لمرحلة التحول. هناك إصرار غير مفهوم في القطاع الرياضي عمومًا على كوادر إدارية لم تُظهر ما يوازي الطموح، وكأن المشروع عالق في الماضي بينما الرياضة السعودية تتسارع نحو المستقبل مع رؤية سمو سيدي ولي العهد.
حتى إطلاق الشعار والهوية الجديدة، رغم كونه حدثًا مفصليًا، لم يحظَ بخطة ترويجية مدروسة، ففقد أثره الجماهيري والإعلامي، وأضاع فرصة كانت كفيلة بإعادة تعريف صورة النادي للعالم.
ومع كل ما سبق، ما زالت الفرصة قائمة لإعادة النظر في طريقة إدارة المشروع.
نادي النصر لا يحتاج فقط إلى تمويل، بل إلى نقلة مؤسسية تتماشى مع الرؤية التي قادت نجاحات نيوكاسل ونيوم والمشاريع الأخرى .
فالنصر قادر أن يكون واجهة رياضية سعودية عالمية، إذا ما وُضِع في المسار الصحيح، وتم الاستثمار في الكوادر والكفاءات بنفس جدية الاستثمار في اللاعبين.