|




سعد المهدي
ولماذا لا يفعلها غير الهلال؟
2025-07-20
يطرح بعضٌ من الزملاء الإعلاميين والجمهور رأيهم في «اعتذار» الهلال عن عدم المشاركة في بطولة السوبر المقبلة، معترضين فيه على قرار الاعتذار الذي ربما يتغيَّر إلى تسميته «انسحابًا» إذا تحقق عدم المشاركة، ولُعبت البطولة بثلاثة أنديةٍ، أو تم ترشيح نادٍ رابعٍ في حال تم قبوله «اعتذارًا». وهؤلاء «المعترضون» لا يميلون إلى الهلال، لكنهم بالطبع ليسوا مستقلين، أو محايدين، أو موضوعيين، بل يميلون إلى أنديةٍ منافسةٍ، وفي ظني أن ما أثار حفيظتهم «استقلاليةُ القرار» أكثر من أي شيءٍ آخر.
أما لماذا أظن ذلك، فلأن بعض هؤلاء كان قد تجاهل الإشارة إلى الهلال في «ملحمته الكروية» التي صنعها في منافسات كأس العالم للأندية ولو بحرفٍ واحدٍ، أو كلمةٍ، وتبرَّع يشرحُ كيف أخطأ الهلال باعتذاره عن «السوبر»، وما على اتحاد الكرة أن يفعله في حقه، ومنهم مَن وصف الاعتذار بـ «الهروب» من مواجهة المنافسين، وهناك مَن اتَّهمه بـ «تخريب» المشروع الرياضي، ومَن تساءل ماذا لو أن مَن فعلها «غير» الهلال؟ وآخر قال إن «الانسحاب» ظاهرةٌ جديدةٌ علينا، وخطرٌ على المشروع والمنظومة الرياضية! واجتهد هذا البعض في التقليل من مسببات «الاعتذار»، وتقدَّم بالحلول، والنصح، والإرشاد الذي يجعل الهلال يتجاوز «أزمته»، ومع ذلك فإنني لا «أعترض» أبدًا على ما تم ذكره أعلاه، ولا «أملك» ذلك، ولن أحتفظ به لأذكِّرهم به حين «يناقضونه» يومًا ما.
ومع هذا، وجب التنبيه إلى أن الهلال لا يزال «حامل» لقب السوبر بعد أن حصل عليه في 17 أغسطس الماضي على حساب النصر في أبها بنتيجة 4ـ1، وقبلها كان «حامل» اللقب بعد أن هزم الاتحاد في أبو ظبي 4ـ1 في 11 أبريل من العام نفسه، وبينهما «أربعة» أشهرٍ، وصاحب الرقم القياسي لألقاب السوبر بحصوله عليها خمس مراتٍ. هذا لمَن وصف الاعتذار بالهروب من المواجهة، أمَّا هل يفعل ذلك غير الهلال، وأقصد «الاعتذار» فهذا واردٌ بشرط أن يكون هذا النادي لعب في كأس العالم، ووصل إلى دور الثمانية، أو أكثر، ثم كان شكره على ذلك «تخريب» تحضيره للموسم التالي. والهلال، وهذا النادي، إذا وُجد، يخضعان للائحةٍ واحدةٍ يمكن تطبيقها عليهما لا «أكثر». أمَّا مَن استنكر ما سمَّاه «الانسحاب»، وعدَّه غريبًا على أنديتنا، فلعله يراجع تاريخ الانسحابات «حوله» القريب منها والبعيد سواء قبل المباريات، أو خلالها.
المنظمات الرياضية في العالم، اتحادات وروابط أهلية ودولية، لا تملك الأندية، ولا يمكن لها أن تتحكَّم بمصائر اللاعبين، ويكمن دورها في التنظيم والتطوير والإشراف، وإعداد اللوائح والقوانين والأنظمة، ولا تملك كوادرها البشرية «العصمة»، فهي تنجح وتفشل، ولا تملك «الوصاية» إلا بقدر ما يرد في أنظمتها ولوائح لجانها، وهي «الأولى» في ألا تقع في الأخطاء، أو يعتريها القصور، أو يكون على رأس عامليها مَن هم غير أكفاءٍ، لتبقى الأندية واللاعبون والعاملون في أنشطتها تحت سقف النظام والقانون، والإدارة الرشيدة... فهل كان سبب اعتذار الهلال أساسه أخطاء اتحاد الكرة في توقيت الإعلان عن موعد السوبر، أم مكانه، أم كليهما، أم في عدم تقدير الحد الزمني لمشاركة الهلال في منافسات كأس العالم، أم في كون الاتحاد يملك قوة اتخاذ القرار كنفوذٍ حين يريد، ولا يهمه مَن «يقبل ويرفض» دون أن يضع ما يضمن له تنفيذ «القوة» بضوابط اللوائح.
أمَّا عن أخطاء الهلال فهذا أمرٌ « يخصَّه» دون غيره، وعليه أيضًا «وحده» تحمُّل العواقب دون أن يلتفت لردة فعل «جمهورٍ وإعلامٍ»، ولا حاجة له في نصح ممن لم تنفع أهلها، وتقيهم العثرات والخيبات. سيكون قرار اتحاد الكرة فيما لو تم اعتباره «امتناعًا» عن المشاركة في السوبر «تاريخيًّا يؤسِّس لما بعده» في علاقة اتحاد الكره والرابطة مع الأندية... دعونا ننتظر؟