|




أحمد الحامد⁩
غرائب الشركات!
2025-07-29
لا يمكن لمدير شركة أن يديرها دون ضوابط مكتوبة يعلمها الجميع، ودون تنفيذها وإنزال العقوبات على المخالفين، والرهان على أخلاقيات الناس وضمائرهم رهان خاسر في عالم الأعمال. لكن المبالغة في الضوابط، وابتكار قوانين غريبة في نفس الوقت، يحوّل مكان العمل إلى محطة لمغادرة الموظفين مغادرة نهائية عند أول فرصة. من غرائب قوانين الشركات أن أحد المديرين اليابانيين لا يسمح بشرب القهوة إلا بعد أخذ الإذن منه، وإذا خالف أحدهم وشرب القهوة سرًا، فسيعاقب يخصم مالي! لست متأكدًا إن كان موظفوه قد حوَلوا «الكانتين» إلى ديوانية، وساعات ضائعة من الأحاديث الخزعبلية. إحدى الشركات الأمريكية منعت موظفيها من استخدام السماعات حتى وإن لم تكن موصولة، الإدارة تقول إن ارتداء السماعات يعني أن الموظف يبدو غير مشغول، ومخلصها مكالمات وأغاني! لا أعتقد أن الشركة على حق، بإمكان الموظف أن يستمع للموسيقى إن كانت تساعده في إنجاز العمل. في الصين قامت إحدى الشركات بتركيب أجهزة توقيت على أبواب الحمامات، لا يُسمح للموظف بالبقاء أكثر من 10 قائق، هي المدة المسموح بها طوال اليوم، عدا ذلك يتم الخصم من راتبه. من المؤكد أن من ابتكر هذا القرار سيندم يومًا. في الصين أيضًا تفرض إحدى الشركات على موظفيها الابتسام بشكل دائم، وقد عينت مشرفين لمراقبة تعابير الوجه، ومن لا يبتسم يخصم من راتبه. أعتقد أن الموظفين يعملون بوظيفتين، الأولى عملهم والثانية الابتسام بشكل دائم، لا غرابة فالصينيون هم أصحاب المثل القائل «لا تفتح دكانًا إن كنت لا تملك ابتسامة». في اليابان وكوريا تمنع بعض الشركات موظفيها من الوقوع في الحب، والزواج بين الزملاء والزميلات، قالوا إن الرومانسية تؤثر على الأداء! أخيرًا هذا القانون الذي وضعته إحدى الشركات اليابانية لغير المدخنين، حيث منحتهم 6 أيام إجازة كونهم لا يضيعون وقت العمل بالتدخين. أتذكر عندما تم منع التدخين في المبنى الذي كنت أعمل فيه، حينها تحول الدرج الخارجي إلى نقطة تجمع للمدخنين، ثم تحول الدرج إلى ساحة نقاشات بين المدخنين.. نقاشات في السياسة والرياضة والاقتصاد والجمال والرياضة، نقاشات في كل شيء إلاّ العمل!.