|




خالد الشايع
الإرث الثقيل لابن نافل
2025-07-31
لا يعتبر الهلاليون مغادرة فهد بن نافل، الرئيس الأسطوري لنادي الهلال، كرسي الرئاسة مجرد مغادرة إدارية عادية، يرونها لحظة فاصلة في تاريخ كيان عظيم، فهم يعرفون جيدًا أن ما بعد ابن نافل ليس كما قبله، فالرجل لم يكن مجرد رئيس، بل قائدًا لمرحلة استثنائية بكل المقاييس الكروية، ترك على إثرها إرثًا سيكون ثقيلًا على أي رجل سيأتي بعده، مهما كان الاسم.
12 بطولة و4 مشاركات عالمية في ستة مواسم، وصيف العالم بالنظام القديم، ثامن العالم بكل جدارة واستحقاق بالنظام الجديد.
أي رجل سيأتي بعده سيواجه مقارنة ستكون ظالمة بكل الاعتبارات، في السنوات الست الأخيرة حلّق الهلال في سماء خاصة، لا يجرؤ نادٍ آخر على مزاحمته فيها.
ما يميز مرحلة ابن نافل أنها لم تكن إعجازية للهلاليين فقط، ولكن لكل رؤساء الأندية، فمعه بلغ الهلال نقطة لم يصل إليها رئيس سبقه، ومن الصعب تكرارها لأي اسم سيخلفه، أربع بطولات دوري في ست مواسم، ثاني العالم، إذا أُخضعت مرحلة ابن نافل لنقد موضعي، وبلا تحيزات أو تعصبات، فإنه الأول بلا جدال في تاريخ رؤساء الأندية السعودية بلا استثناء، لا أحد فعل ما فعله، وسيصعب على أي قادم بعده أن يفعل مثله، لأنه ترك خلفه إرثًا لا يُشترى، ومجدًا لا يُمحى، إرثًا ذهبيًا بكل المقاييس.
صحيح أن ابن نافل واجه في الموسمين الماضيين ضغوطًا ضخمة، وتحديات طارئة، وانتقادات لا ترحم، ولكنه قابلها بثبات وعزيمة، وقاد الهلال لتحقيق إنجازات محلية وقارية وعالمية سيصعب على أي اسم مضاهاتها، ناهيك عن التغلب عليها، يكفي أن آخر فوز حققه الهلال معه كان على مانشستر سيتي وبأربعة أهداف.
ولكن في المقابل، أزعم أن رحيل ابن نافل بقدر ما هو مؤلم للهلاليين إلا أنه ضرورة ملحة، فرئيس الشركة غير الربحية لن يكون له دور فعّال في النادي، سيكون دورًا شرفيًا لا أكثر، وهي الخطوة الثانية من خطوات الخصخصة، تمهيدًا لبيع الأندية لكيانات جديدة، بالتالي ابن نافل كان يعرف أن العمل في الموسم المقبل سيكون مزعجًا، أكثر مما عانى منه الموسم الماضي الذي لم يكن مثل سابقيه.
مهما كانت الأسباب التي دعته للتوقف وهو قادر على الاستمرار، فإن الثابت أن اسم فهد بن نافل لن يكون اسما عابرًا في الكرة السعودية.