|




دياز.. من غبار المناجم إلى الأحلام البافارية

/media/article/2025/08/01/img/9364033623.jpg
الرياض - إبراهيم الأنصاري 2025.08.01 | 03:39 pm

في قلب لا جواخيرا، أرضٍ مقفرة في كولومبيا يتصارع فيها الفقر وسوء التغذية مع أحلام الأطفال، ولدت قصة لا تُنسى.
لويس دياز، الفتى النحيل، الذي تحدى المستحيل، خرج من ظلال أكبر منجم فحم مفتوح في العالم، ليصبح نجمًا في عالم الساحرة المستديرة.
من قرية نائية، تختنق بغبار القطارات المحملة بالفحم، إلى أضواء ملعب أليانز أرينا، معقل بايرن ميونيخ، المارد البافاري.
كان لويس، المولد في 13 يناير 1997، طفلًا يقف على قارعة الطريق، يحدق في قطارات الفحم، التي تعبر قريته ثلاث مرات يوميًا، تاركة وراءها سحابة من الغبار، وسؤالًا يعتصر قلبه: هل سأرى يومًا ما وراء هذه الحدود؟
نشأ على تخوم الحدود الفنزويلية، في بيئة قاسية، حيث كان سوء التغذية رفيقه الدائم.
«كان هزيلًا كغصن يابس» يروي جون «بوسيلو» دياز، نجم كولومبيا السابق ومدربه الأول: «ظننا أن الريح ستحمله، لكنه كان يحمل في داخله شغفًا لا يطفأ».
في صيف 2015، انفتحت بوابة رحلة سعادته، استُدعي لويس، البالغ من العمر 18 عامًا، لتمثيل كولومبيا في بطولة كوبا أمريكا في تشيلي.
كانت تلك أول رحلة خارج وطنه، خمس ساعات في الجو، وعيناه تلتمعان كأنهما تريان العالم للمرة الأولى.
«كان مبهورًا، كأن حلمه بدأ يتنفس»، يقول بوسيلو.
على الرغم من جسده النحيف وأسلوبه الجامح، كان يركض برأس منخفض، يصطدم أحيانًا بحواف الملعب، سجل هدفين، وإن خسرت كولومبيا النهائي أمام باراجواي 1ـ0، فقد ولد نجمًا.
لم يعد لويس إلى قريته بعد تلك البطولة، وقّع مع بارانكيا إف سي، نادٍ من الدرجة الثانية تابع لجونيور إف سي، وهناك بدأت الأسطورة تتشكل.
سرعته كانت كالبرق، موهبته كالسحر، لدرجة أن النادي أنشأ فئة عمرية جديدة له وحده، إذ كان كبيرًا على فئة تحت 17 وصغيرًا على الفريق الأول.
تحت نظام غذائي صارم، مع المعكرونة في إفطاره، تحول جسده الهش، واكتسب 10 كيلوجرامات من القوة.
بحلول 2017، اقتحم دياز جونيور إف سي، قاد الفريق للقب الدوري الكولومبي وإلى نهائي كأس سود أمريكانا.
في 2019، هز شباك الخصوم بقميص كولومبيا، ليصبح أول ابن لا جواخيرا يسجل للمنتخب منذ عقود.
المدرب كارلوس كيروش لقّبه بـ«لويس فيجو الجديد».
رفض عروضًا من زينيت وكارديف، واختار بورتو البرتغالي مقابل 7 ملايين يورو، حيث أشعل الملاعب بـ41 هدفًا و26 تمريرة حاسمة في 125 مباراة.
في 2022، قفز إلى ليفربول، حيث ترك بصمته بـ 13 هدفًا، و7 تمريرات حاسمة في 77 مباراة.
والآن، يقف لويس دياز على أعتاب ملحمة جديدة من غبار مناجم لا جواخيرا إلى حياة أخرى عنوانها العريض هنا «بايرن ميونيخ عملاق أوروبا» وهذا يغني عن كل شيء.


دياز.. من غبار المناجم إلى الأحلام البافارية