|




بوابري.. راقص هيب هوب غيّر سامي حياته

/media/article/2025/08/03/img/2749633314.png
الرياض ـ تركي المطيري 2025.08.03 | 02:18 pm

الأمور تغيّرت حين جاءه نداء من شخص قريب، أخوه غير الشقيق سامي، طلب منه أن يترك دراجة الـ BMX، ورقصات الهيب هوب، وكرة السلة، ويجرب كرة القدم.
لم يتردد كثيرًا، ذهب معه إلى اختبارات الناشئين في نادي سانت إتيان، وهناك بدأ طريق مختلف.
سايمون ناديلية بوابري، الوجه الجديد إلى صفوف فريق نيوم الأول لكرة القدم، فرنسي من أصول إيفوارية، يبدو عليه أن جسده اعتاد أن يتحدث بالحركة أكثر من الكلمات.
لم يكن يعرف تحديدًا ماذا يريد، لكنه كان يشعر أن الرياضة مكانه الطبيعي.
مارس كل هذه الرياضات قبل أن يدخل المدرسة بشكل جدي، تلك الأعوام المبكرة شكّلت له قاعدة متينة، جسد مرن، وردات فعل حاضرة، ومخيلة واسعة.
أظهر والديه في البداية أنهما غير مقتنعين بانخراطه المبكر في أكاديمية كرة قدم، لكن سامي كان يرى فيه شيئًا خاصًا.
وعند أول اختبار، ظهر ذلك واضحًا، المدربون انتبهوا لطريقة لعبه، لطريقته في رفع رأسه أثناء التحكم بالكرة، وهي ميزة غير معتادة في هذا العمر.
سايمون اعتقد أن الفضل في ذلك يعود إلى تجربته في كرة السلة، التي علمته التركيز على المحيط وليس فقط على الكرة.
مرت الأعوام الأولى بسرعة، لكنها لم تكن خالية من التعب. في عمر الحادية عشرة تقريبًا، شعر سايمون بالإرهاق وربما بشيء من الشك، وبدأت فكرة ترك اللعبة تراوده.
لحظة عابرة، لكنها كانت كافية لتوقفه مؤقتًا. دعم العائلة وقتها كان مهمًا. ابتعد عن سانت إتيان، وانضم لنادٍ صغير في منطقته أندريزيو بوثيون فقط ليستعيد توازنه دون ضغط.
بعد فترة قصيرة، شارك في بطولة صيفية للناشئين. وهناك، رآه كشافو موناكو. لم تكن هناك ضجة، لكنهم لاحظوا ما يكفي: مهارات فردية، هدوء في التمرير، وقدرة على اتخاذ قرارات سريعة.
تواصلوا مع أسرته، وفتحوا له الباب نحو أكاديمية موناكو. انتقل سايمون مع عائلته إلى الجنوب في 2021، وكان عمره 15 عامًا.
التأقلم لم يكن سهلًا. بيئة جديدة، متطلبات مختلفة، ومستوى تنافسي أعلى. لكنه لم يتراجع. عمل بجد، وبدأت خطواته تثبت مكانه تدريجيًا.
لعب مع فرق تحت 17 ثم 18، حتى وصل للفريق الرديف. وفي موسم 2022ـ2023، أسهم بشكل مباشر في تتويج شباب موناكو بكأس جامبرديلا، وسجّل هدفًا بالنهائي وصنع آخر.
بعدها شارك في دوري أبطال أوروبا للشباب مع فريق تحت 19 عامًا.
أرقامه كانت جيدة: 28 مباراة، 7 أهداف، و3 تمريرات حاسمة. لم يكن النجم الأوحد، لكنه كان حاضرًا ومؤثرًا، وهو ما جعله يحظى بفرصة الظهور مع الفريق الأول في بعض مباريات الدوري والكأس.
في يونيو 2023، وقّع عقده الاحترافي الأول مع موناكو.
أما دوليًا، فقد مثّل فرنسا في فئاتها العمرية: تحت 16، 17، 18، و19 عامًا.
برز في يورو 2023 للناشئين، واختير ضمن التشكيلة المثالية. وفي كأس العالم بإندونيسيا، سجّل في النهائي أمام ألمانيا، لكن فرنسا خسرت بركلات الترجيح.
بعد ذلك نال فضية يورو 2024 مع منتخب تحت 19 عامًا.
بعيدًا عن الملعب، حافظ سايمون على دراسته، وأنهى تعليمه الثانوي في تخصص علمي عام 2024.
عائلته كانت دائمًا جزءًا من الرحلة، ووالده تحديدًا كان يحفّزه بعرض لقطات قديمة لنجوم، مثل جارينشا، وبيليه، ومارادونا، ورونالدينيو، لتكون الإلهام في مسيرته.
واليوم، ينطلق سايمون في رحلة جديدة مع نيوم.. المدينة التي لا تكرر ما سبقها، بل تصنع تاريخ جديدًا.
في أرض وُلدت من الخيال لتصبح واقعًا، يبدأ فصل جديد حيث لا حدود للطموح، ولا سقف للأحلام.