|




خالد الربيعان
سفراء منسيون
2025-08-03
مع تزايد عدد النجوم العالميين الذين اختاروا خوض تجربتهم الرياضية في الدوري السعودي، أصبح لزامًا تحويل هذه النجومية إلى قيمةٍ تسويقيةٍ فاعلةٍ للمملكة، تتجاوز حدود المستطيل الأخضر.
صندوق الاستثمارات العامة، الذي يملك حصصًا استراتيجيةً في عددٍ من الأندية، إضافةً إلى أنديةٍ مملوكةٍ لهيئاتٍ وشركاتٍ كبرى، وأخرى لا تزال تحت مظلة وزارة الرياضة، يقف أمام فرصةٍ ذهبيةٍ لصياغة توجُّهٍ موحَّدٍ ومستدامٍ: تحويل اللاعبين الأجانب إلى «سفراء تسويق» فعليين للسعودية في بلدانهم.
إن القيمة التي يمثِّلها اللاعبون العالميون لا تقتصر فقط على عدد الأهداف، أو بيع منتجٍ ما، بل وتكمن أيضًا في قدرتهم على التسويق بطريقةٍ أخرى من خلال التأثير في الرأي العام، وبناء صورةٍ إيجابيةٍ عن المملكة أمام جماهيرهم ووسائل إعلامهم. وهنا تبرز أهمية أن تتضمن العقود والمبادرات عناصرَ، تُشجِّع هؤلاء النجوم على المشاركة الفاعلة في حملاتٍ تسويقيةٍ، تعكس صورة السعودية الحديثة.
ولا يقتصر ذلك فقط على الظهور في إعلاناتٍ، أو محتوى رقمي، بل ويمكن أن يشمل أيضًا:
• زيارات دورية لبلدانهم للترويج للسعودية سياحيًّا واقتصاديًّا.
• التعاون مع هيئات مثل «روح السعودية»، أو «استثمر في السعودية» لإنتاج محتوى مخصَّصٍ.
• المشاركة في منتدياتٍ، أو فعالياتٍ، تعكس قصص نجاح السعودية في الرياضة، والاستثمار، والثقافة.
لكنْ الواقع الحالي، يُظهر أن القصور التسويقي من قِبل بعض الأندية، وعدم وجود خطةٍ موحَّدةٍ، أثَّرا بشكلٍ مباشرٍ في عدم تسويق المملكة بالشكل الكامل الذي تستحقه، فاليد الواحدة لا تصفق، لذا فإن تعاون جميع الجهات ذات العلاقة، من صندوق الاستثمارات العامة، ووزارة الرياضة، إلى الشركات والهيئات المالكة للأندية، أصبح ضرورةً ملحَّةً لوضع خططٍ تسويقيةٍ جماعيةٍ، تُسهم في تصدير صورة المملكة الحديثة للعالم في كافة المجالات، وليس الرياضة فقط.
اليوم، حين يشارك كريستيانو رونالدو، أو كريم بنزيما، أو أحد نجوم الهلال، النصر، الاتحاد، والأهلي، أو أي من اللاعبين القادمين من عشرات الدول في منشورٍ، أو فعاليةٍ، أو تصريحٍ… تصل الرسالة إلى الملايين حول العالم، إذًا لماذا لا نستثمر هذا التأثير في نقل رسالة السعودية الحديثة؟ ولماذا لا يكون التسويق للوطن جزءًا من الحضور الاحترافي المتكامل للاعبين الذين يتمتعون بدعمٍ مالي ومعنوي من كياناتٍ سعوديةٍ؟
التكامل بين الرياضة والتسويق الوطني لم يعد ترفًا، بل هو ضرورةٌ استراتيجيةٌ، تتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى جعل المملكة وجهةً عالميةً في السياحة، والاستثمار، والرياضة.
نحن لا نحتاج فقط إلى لاعبين كبارٍ… نحتاج أيضًا إلى سفراء عالميين، يشاركون هوية المملكة مع العالم.