قبل القادسية.. نوتنجهام طوى 160 عاما وفك شفرة الأبطال

يُجسِّد فريق نوتنجهام فورست الإنجليزي الأول لكرة القدم، الذي يلتقي القادسية تجريبيًا، السبت، مفارقةً فريدةً، تتمثِّل في تتويجه بدوري أبطال أوروبا أكثر من دوري بلاده المحلي.
واعتلى الفريق الإنجليزي عرش القارة العجوز موسمي 1978ـ1979، و1979ـ1980، بينما فاز بدوري 1977ـ1978 فقط.
وعاش نوتنجهام فترة ذهبية خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات بفضل مدربه الأسطوري الراحل برايان كلوف، الذي حقق معه الفريق غالبية بطولاته.
وقاد كلوف، الذي فارق عالمنا في 2004 عن 69 عامًا، فورست إلى إحراز ثنائية الأبطال تلك، والدوري الوحيد، إلى جانب كأس الرابطة أربع مرات، ودرع خيرية واحدة، ومثلها للسوبر الأوروبي، وهي كل البطولات المهمة للفريق باستثناء لقبين لكأس الاتحاد الإنجليزي فاز بهما موسمي 1897ـ1898، و1958ـ1959.
وكان شريكه في تلك الفترة وذراعه اليمنى بيتر تايلور، الذي عمل مساعدًا له أثناء تدريبه نوتنجهام، ومن قبله ديربي كاونتي، الغريم التقليدي، وعاشا معًا تلك النجاحات.
وبعد وفاته، اتفق ناديا نوتنجهام فورست وديربي كاونتي على إطلاق اسم «كأس برايان كلوف» على المباريات، التي تجمع بينهما، تكريمًا لإرثه التدريبي مع الفريقين.
وافتُتحت تلك البطولة بمباراة تجريبية 2007، قبل إسباغ الاسم على مواجهاتهما اللاحقة في المسابقات الرسمية.
ويقع فورست، الذي تأسَّس عام 1865، داخل ضاحية ويست بريدجفورد في مقاطعة نوتنجهامشاير، المنتمية إلى إقليم ميدلاندز الشرقي، ويُصنف ضمن أعرق أندية إنجلترا بعمر يمتد إلى 160 عامًا.
ومدينة نوتنجهام، التي يحمل النادي اسمها، هي عاصمة تلك المقاطعة، وتشتهر تاريخيًا بغابات شيروود، وأسطورة روبن هود، ونهر ترينت، الحاضرين رمزيًا في شعار الفريق، تجسيدًا لهوية منطقته وتاريخها.
ويوظِّف الشعار شجرةً في قلبه، ترمز إلى غابات شيروود، التي تحيط بالمدينة، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بأسطورة روبن هود، أحد أشهر الرموز الشعبية في التراث الإنجليزي.
وأسفل الشجرة، تظهر أمواج نهرية تشير إلى ترينت، أحد أطول الأنهار في إنجلترا، الذي يمر بالقرب من ملعب النادي «سيتي جراوند»، مسرح مباراة الفريق مع القادسية.
ويُعرف الفريق بألقاب عدّة، تعكس تاريخه وهويته، أبرزها «فورست» وهو الاسم المختصر والشائع للنادي، إضافة إلى «الجاربالديز» نسبة إلى اللون الأحمر لقمصانه، المستوحى من زي الجنرال الإيطالي جوزيبي جاريبالدي، فضلًا عن تسمية «الريدز»، التي تشير صراحةً إلى اللون ذاته، و«ذا تريكي تريز» الدالة على صلته بغابات شيروود، وشجرة الشعار.
وعانى هذا الفريق بعد نهاية فترة المجد مع كلوف، وغاب طويلًا عن الدوري الإنجليزي الممتاز، حتى عاد صيف 2022، ووجد صعوبات في البطولة، لكنه بالكاد نجا من الهبوط لموسمين متتاليين احتل فيهما المركزين الـ 16 والـ 17 على الترتيب، بينما انتعش خلال الثالث وأنهاه سابعًا تحت إشراف المدرب البرتغالي نونو إسبريتو سانتو، الذي قاد الاتحاد من قبل، ليتأهل إلى بطولة الدوري الأوروبي.
ويمتلك سانتو في قائمته عددًا من الأسماء المهمة، مثل الدولي الإنجليزي مورجان جيبس وايت، لاعب الوسط، والسويسري دان ندوي، مهاجم منتخب سويسرا، القادم أخيرًا من بولونيا الإيطالي، والهداف النيوزيلندي كريس وود، والإنجليزي كالوم هودسون أودوي، جناح تشيلسي السابق، وغيرهم.
وخلال الصيف الجاري، خسر الفريق لاعبين عدة، أبرزهم الجناح السويدي أنتوني إيلانجا، الذي انتقل إلى نيوكاسل يونايتد.