سعد المهدي
خياران أمام «8» تضبط أو حتى تضبط
2025-08-09
يمكن للنقل التلفزيوني أن يجعل المباراة غير مفهومة وواضحة المعالم للمشاهد، أو يضيف إليها الكثير من الإثارة والمتعة والتشويق، الأمر يتعلق بثنائية تصميم وسعة الملعب من جهة، والإمكانات التقنية والكادر البشري من جهة أخرى.

الدوري السعودي الممتاز لكرة القدم تنقل كـ «حقوق» في أقل من ثلاثة عقود بين أربع جهات، حكومية وشركات، ومعها اختلفت درجة جودة المنتج، وقبول المشاهد، ولعل قصر فترة الارتباط بعقود الحقوق لا تعطي فرصة للتصحيح، أو الحكم العادل على التجربة، فقد كنا ننام على اسم ناقل، ونستيقظ على آخر.

اليوم نحن موعودون بتجربة جديدة بعد أن حصلت شركة «ثمانية» على حقوق النقل وسط تفاؤل لم تحظَ به الجهات الناقلة السابقة، أهم أسباب ذلك تركيبة «ثمانية» من حيث تنوع العاملين، و«توليفة» مواد المحتوى، إذ يمكن أن نعول على الخطوات التي قادها الرئيس التنفيذي عبد الرحمن أبو مالح وفريقه في التدرج، من فكرة ولدت شركة صغيرة، إلى نجاح قاد إلى أن تهتم المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام وهي الإمبراطورية الإعلامية للاستحواذ على 51 % من قيمتها، ومحتوى بلغ في تنوعه واتجاهاته تغطية جل ما يمكن أن يهم أو يشغل المجتمع.

نعم نقل منافسات لعبة كرة القدم على الشاشة للجماهير «عش دبابير»، لا يمكن أن تسلم من أذاه، لكن يلزم ترويضه من داخل وحدة الإنتاج، بضبط الأداء والعاطفة، وزيادة المعرفة واعتماد الرقابة، وزرع الثقة والحماية، فأكثر ما أضر الناقلين عدم وجود أو ضعف السياسة التحريرية، والاعتماد على نجومية «المعلق» أو «المحلل» أو عاطفة «صانع المحتوى»، وهم محسوبون على «الجهة الناقلة»، ويختلفون عن «الناقد» المحصور في قراءة نقدية ورأي يخصه، وإن كانت تقع مسؤولية اختيار الأنسب من هؤلاء أيضًا على القائمين في جهة الناقل.

لعل الزملاء في «ثمانية» قد جمعوا «ملاحظات»، فصور أو عوار في إنتاج وأداء من سبقهم لتجاوزها، ووضعوا تصورات متقدمة لإرضاء المشاهدين، ليس من بينها «استرضاء» أحد، أكثر من تلافي الأخطاء وتصحيحها أول بأول، وتنامي التطوير والجودة، واحتفاظهم الكامل بحق تفسير ما يجوز ولا يجوز من خلال كوادرهم الرقابية والإشرافية حتى لا يقعوا في دائرة الاستقطابات والتجاذبات مع أي كان.

نحن في انتظار الانطلاقة وقد وعدنا «أبو مالح» في «البرومو» المشوق: أنهم أمام خيارين، أما «تضبط»، أو أنهم سيعملون حتى «تضبط».. ونحن كمشاهدين ومراقبين أمام مسارين، فأما أن تأخذنا «ثمانية» إلى تجربة جديدة تشبه ما نجحت في تحقيقه منذ انطلاقتها الأولى، أو نبقى «محلك سر»، دعونا نتفاءل خيرًا.