عندما ظهرت أغنية الثلاث والأربع دقائق، رافقتها مقولة على لسان المغنيين، إن الجمهور ليس لديه الوقت للاستماع للأغاني الطويلة، وأن الزمن هو زمن السرعة. نجحوا في تسويق الفكرة، لتودع الأغنية «المكبلهة» مسامع الجمهور. حتى أنا صدقت الفكرة، لكثرة ما استمعت لها من المغنيين في حواراتي الإذاعية معهم.
قبل أيام، وأنا أشاهد حفلة من حفلات محمد عبده الأخيرة، وكان الجمهور يملأ المكان، تساءلت: أليس هذا الجمهور جاء للاستماع لأغاني محمد عبده القصيرة والطويلة معًا ؟، ألا يغني محمد عبده في هذا الحفل أغانيَ مدتها 20 و25 دقيقة ؟ ألا يملأ الجمهور كل مقاعد الحفل ؟ ألا يصفّق عند بدء كل مقدمة موسيقية مدتها ثلاث وأربع دقائق ؟ ثم عدت بالزمن 20 عامًا، لأنتبه أن أغنية الأماكن «المكبلهة»، كانت أنجح أغنية حينما قدمها محمد عبده، أنجح أغنية من بين كل الأغاني القصيرة التي قدمها المغنون الذين روجوا لفكرة أن الزمن هو زمن الأغاني القصيرة ! كانت فكرة زمن السرعة والأغاني القصيرة خدعة لا أكثر، وقناعتي الحالية، أن المغنيين تهربوا من الأغاني «المكبلهة»، لأنها لا تناسب أصواتهم، ولأنها تحتاج إلى مساحات صوتية، قد لا تتوفر عند معظمهم. من المهم القول إن أجمل مقطوعاتنا الموسيقية الآن، هي المقدمات الموسيقية، لأغاني طلال ومحمد وعبادي «المكبلهة» !
في الثمانينات والتسعينات الميلادية، ظهرت أصوات غنائية شابة في مصر، كسرت اللون الغنائي المعتاد، واعتمدت في ألحانها على جمل قصيرة جدًا، وزمن أغنية أقصر. لم تتميز أصواتهم بالعذوبة والقوة، كانت أصواتًا جميلة خارج نطاق الطرب، لكنها حققت نجاحات في زمن كان مستعدًا للتغيير. برز منهم عمرو دياب، وهشام عباس، وعلاء عبد الخالق، ومصطفى قمر، ومحمد فؤاد، وإيهاب توفيق. شكلوا الزمن الجديد للأغنية المصرية آنذاك، ومع كل الانتقادات التي وجهت لهم، إلا أنهم حققوا نجاحات كبيرة، مكنتهم من فرض واقع فني جديد.
ما لم أفهمه الآن، ومع زمن جديد للأغنية في مصر، هو كيف لمغنيين مثل «حمو بيكا» و«محمد رمضان» أن يصبحوا من نجوم الأغنية المصرية، وأن يحضر الآلاف لحفلاتهم، دون أن يكون لديهم أصوات تصلح للغناء ؟ صحيح أن لكل زمن مغنوه، لكن على الأقل، أن تكون عندهم أصوات تصلح أن يوضع أمامها المايكرفون!
قبل أيام، وأنا أشاهد حفلة من حفلات محمد عبده الأخيرة، وكان الجمهور يملأ المكان، تساءلت: أليس هذا الجمهور جاء للاستماع لأغاني محمد عبده القصيرة والطويلة معًا ؟، ألا يغني محمد عبده في هذا الحفل أغانيَ مدتها 20 و25 دقيقة ؟ ألا يملأ الجمهور كل مقاعد الحفل ؟ ألا يصفّق عند بدء كل مقدمة موسيقية مدتها ثلاث وأربع دقائق ؟ ثم عدت بالزمن 20 عامًا، لأنتبه أن أغنية الأماكن «المكبلهة»، كانت أنجح أغنية حينما قدمها محمد عبده، أنجح أغنية من بين كل الأغاني القصيرة التي قدمها المغنون الذين روجوا لفكرة أن الزمن هو زمن الأغاني القصيرة ! كانت فكرة زمن السرعة والأغاني القصيرة خدعة لا أكثر، وقناعتي الحالية، أن المغنيين تهربوا من الأغاني «المكبلهة»، لأنها لا تناسب أصواتهم، ولأنها تحتاج إلى مساحات صوتية، قد لا تتوفر عند معظمهم. من المهم القول إن أجمل مقطوعاتنا الموسيقية الآن، هي المقدمات الموسيقية، لأغاني طلال ومحمد وعبادي «المكبلهة» !
في الثمانينات والتسعينات الميلادية، ظهرت أصوات غنائية شابة في مصر، كسرت اللون الغنائي المعتاد، واعتمدت في ألحانها على جمل قصيرة جدًا، وزمن أغنية أقصر. لم تتميز أصواتهم بالعذوبة والقوة، كانت أصواتًا جميلة خارج نطاق الطرب، لكنها حققت نجاحات في زمن كان مستعدًا للتغيير. برز منهم عمرو دياب، وهشام عباس، وعلاء عبد الخالق، ومصطفى قمر، ومحمد فؤاد، وإيهاب توفيق. شكلوا الزمن الجديد للأغنية المصرية آنذاك، ومع كل الانتقادات التي وجهت لهم، إلا أنهم حققوا نجاحات كبيرة، مكنتهم من فرض واقع فني جديد.
ما لم أفهمه الآن، ومع زمن جديد للأغنية في مصر، هو كيف لمغنيين مثل «حمو بيكا» و«محمد رمضان» أن يصبحوا من نجوم الأغنية المصرية، وأن يحضر الآلاف لحفلاتهم، دون أن يكون لديهم أصوات تصلح للغناء ؟ صحيح أن لكل زمن مغنوه، لكن على الأقل، أن تكون عندهم أصوات تصلح أن يوضع أمامها المايكرفون!