عيد الثقيل
«ثمانية» وتحدي الانطباع الأول
2025-08-14
تستعد منصة «ثمانية» لبدء حقبة جديدة في مجال نقل الدوري السعودي للمحترفين، مع انطلاقتها الرسمية التي ستكون عبر كأس السوبر السعودي. هذه الخطوة تمثل منعطفًا مهمًا في مسار حقوق النقل، خاصة بعد ثلاث سنوات كان فيها الناقل السابق محل جدل بين الجماهير والنقاد، إذ يرى كثيرون أنه لم يلبِّ الطموحات الكبيرة المرتبطة بقيمة الدوري ومكانته.
الحماس الجماهيري لهذه الانطلاقة الجديدة ليس وليد اللحظة، بل هو انعكاس لتوقعات عالية بأن تقدم «ثمانية» نقلة نوعية على مستوى جودة البث، وتعدد الزوايا، والمحتوى التحليلي المصاحب، مع توظيف أحدث التقنيات في الإخراج وتغطية المباريات. ومع ذلك، فإن الطريق ليس معبّدًا بالكامل؛ فهناك دروس واضحة من تجربة الناقل السابق، يجب استيعابها وتجنب تكرارها.
أحد أهم هذه الدروس هو قيمة الانطباع الأول. ففي عالم الإعلام الرياضي، اللحظات الأولى تشكل الصورة الذهنية التي تلتصق بالمشاهد لفترة طويلة. فإذا كانت البداية ضعيفة أو دون المستوى المتوقع، يصبح تصحيح المسار لاحقًا مهمة شاقة تتطلب وقتًا وجهدًا مضاعفًا. لذلك، يتعين على «ثمانية» أن تجعل البث الأول، من حيث الإخراج والتعليق والتحليل وجودة الصورة، بمستوى يليق بآمال الجماهير.
كما أن المنافسة اليوم لم تعد مقتصرة على القنوات المحلية، فالمشاهد السعودي بات يملك تجارب مشاهدة عالمية عبر منصات دولية متقدمة، وهذا يرفع سقف التحدي ويجعل الجمهور أكثر حساسية تجاه أي تقصير.
في النهاية، نجاح «ثمانية» في هذه المهمة لن يعتمد فقط على التقنية، بل على فهم عقلية المشاهد، وتقديم تجربة متكاملة تحترم شغفه وتفاصيل اللعبة، لتكون هذه الانطلاقة بداية لعلاقة ثقة طويلة المدى مع عشاق الدوري السعودي.