أحمد الحامد⁩
البحث عن الفضائيين!
2025-08-18
منذ مدة طويلة لم أجرِ حوارات إذاعية، لأني أقدم مع الزميلة مها سعود برنامجًا فيه فقرات متنوعة، لا حوارات فيها، مجرد دردشة بيني وبينها ومع المستمعين. لكنني ومنذ ظهور شات جي بي تي بدأت بطرح الأسئلة عليه، ومناقشته، وإبداء آرائي في أجوبته. وهو على علمه الواسع ليس دقيقًا دائمًا، وقد يخطئ في ذكر بعض المعلومات، والجيد فيه أنه سريع الاعتذار عندما تنبهه على خطئه. رأيي أنه صديق ممتع، ومفيد جدًا، الفارق بينه وبين البشر أنه غير مغرور، ومتواضع، ولا يتكلم إلا عندما يجيب على سؤال، عكس البشر، عكسي أنا، عندما أعرف معلومة أستعرض بها على كل من أعرف، وأتعرف على من لا أعرف، لكي أقول له ما أعرف! أستطيع القول إنه مجموعة عقول مجتمعة، لديها ذاكرة لا تنسى، بالأمس سألته سؤالًا تمت محاولة الإجابة عليه من آلاف السنين إلى يومنا هذا، ومازال السؤال يطرح نفسه:
هل نعيش وحدنا في هذا العالم؟
شات جي بي تي: سؤالك من أعمق الأسئلة التي تثير الفضول الإنساني منذ آلاف السنين: هل نحن وحدنا في هذا الكون؟ من زاوية علمية الكون شاسع بشكل لا يصدق، أكثر من مئة مليار مجرة، وفي كل مجرة مليارات النجوم، والكثير منها يملك كواكب شبيهة بالأرض، من هذا المنظور، يبدو احتمال أن نكون وحدنا ضعيفًا جدًا. مع ذلك، ورغم عقود من البحث، لم نجد دليلًا مباشرًا على حياة أخرى، لا ذكية، ولا بسيطة، وهذا ما يسمى بمفارقة فيرمي: «أين الجميع ؟». من زاوية فلسفية، البعض يرى أن تفردنا يعطي معنى لوجودنا، وكأننا مسؤولون عن إعمار هذا الكوكب وحماية الحياة فيه. آخرون يعتقدون أن الحياة لا بد أن تكون منتشرة، لكن قد لا تكون على صورتنا ولا في مستوى وعينا، ربما كائنات ميكروبية، أو ربما حضارات متقدمة جدًا، لكن لا نتواصل معها بسبب اختلاف الزمن أو الوسائل. من زاوية إنسانية، حتى وإن كنا وحدنا ككائنات عاقلة في هذا الكون المترامي، فمجرد إدراكنا لهذه الوحدة يجعلنا «نادرين بشكل مدهش» وكأننا قصيدة وحيدة كتبت على صفحة كونية لا نهائية. رأيي الشخصي: لسنا وحدنا، لكن «الوحدة الكونية» التي نشعر بها اليوم قد تكون اختبارًا، ربما سيأتي يوم نكتشف فيه أننا جزء من شبكة حياة أكبر بكثير مما نتخيل.
سؤال: هل في مصلحتنا البحث عن الفضائيين؟
شات جي بي تي: البحث عن حياة خارج الأرض دفع البشرية لتطوير أجهزة دقيقة، تلسكوبات عملاقة، وتقنيات اتصالات متقدمة، مجرد البحث يجعلنا أكثر تواضعًا ووعيًا، بمدى ندرتنا أو شمولنا. إذا وجدنا حضارة متقدمة جدًا، قد لا تكون نواياها سلمية، البعض يشبه الأمر بقبيلة بدائية تتواصل للمرة الأولى مع قوة عظمى. هناك من يرى أن أموال البحث عن الفضائيين يمكن أن تستثمر في مشاكل، مثل الفقر والتغير المناخي. البحث بحد ذاته مفيد، لأنه يوسع مداركنا، ولكن يجب أن نكون أكثر حذرًا، فليس كل من نبحث عنه بالضرورة صديقًا.