أحمد الحامد⁩
الحكمة والنسيان
2025-08-21
كل النصائح مكررة في حقيقتها، الحكمة قديمة، ولا أحد لا يعرف كمثال عن محاسن الصدق والأمانة، والكرم والعفة، جميعها موجودة وتمر علينا كل يوم بكلمات مقروءة ومسموعة، حتى الأفلام السينمائية فيها رسائل بنفس المضمون. الإنسان في صراع دائم مع طباعه، والمنتصر هو من يغلّب الطباع الحميدة على السيئة، لكنه بحاجة دائمة للتذكير، لأنه بالإضافة لصراعه مع الطباع، فهو في صراع مع النسيان كذلك. ينسى ما تعلمه وقرأه. اليوم اخترت مجموعة من المقولات، أبدأها بمقولة لصموئيل جونسون عن القوة الحقيقية، والأخلاق الغير مصطنعة «المقياس الحقيقي للإنسان هو كيف يعامل من لا يستطيع أن يقدم له شيئًا» ذكرتني المقولة بالأشخاص الذين يتعاملون بود شديد مع أصحاب المناصب والأغنياء، ويحتقرون البسطاء. في أحد الأيام قال لي صديق بأني أعاني من مشكلة عدم الاستمرار، لأني أبدأ بفكرة، ثم أتخلى عنها في منتصف الطريق، إما ضعفًا أو مللاً. بقيت كلماته عالقة في ذهني، وعندما بدأت في فكرة قررت ألّا أتخلى عنها، متذكرًا كلمات صديقي، لكني وكلما تعبت أو وقعت في حالة عويصة، قلت ليتني لم أستمع لكلماته، متى كان عنده عقل يسمح له بتقديم النصائح؟! كان محقًا، ليس هو فقط، بل حتى كالفن كوليدج «رئيس أمريكي» قال ذلك «لا شيء في العالم يمكن أن يحل محل المثابرة». هناك مقولة لغازي القصيبي كنت أتجنبها كلما وقعت عيني عليها، لأنها تحلل حالتي في التجارب التي فشلت فيها «الفاشلون قسمان: قسم فكّر ولم يفعل، وقسم فعل ولم يفكر» أنا الاثنين معًا! عن جبر الخواطر هناك مقولة لتشارلز ديكنز، قرأت سيرة حياته، وطفولته الصعبة، وفهمت الأسباب التي جعلته يكتب عن الإنسانية والرحمة «لا أحد عديم الفائدة في هذا العالم إذا خفف عبء الحياة عن شخص آخر». لدى أحمد أمين مقولة عن التسامح يصعب أن يتقبلها الجميع، أو يصعب على البعض تطبيقها على أرض الواقع، تحتاج إلى شجاعة قصوى، وثقة كبيرة في النفس، وقلب بحجم مدينة «خير وسيلة للانتقام ممن أساء إليك أن تحسن معاملته». عندما ظهرت السيارات كانت مقتصرة على المقتدرين ماليًا، حتى جاء هنري فورد بفكرة صناعة السيارة بخط التجميع المتحرك، وهي الطريقة المعتمدة لغاية الآن، فورد قال إنه شاهدها في مسلخ لبيع لحوم البقر، فطبقها في مصنعه، الأمر الذي خفض التكاليف وبالتالي سعر بيع السيارة وانتشارها، لهنري مقولات ملهمة كثيرة، هذه واحدة «النجاح يأتي فقط لأولئك الذين يجرؤون على الحلم والعمل».