أحمد الحامد⁩
جولة سوشال ميديا
2025-08-25
ما زلت أعتبر الكتاب أفضل وسيلة للفائدة والمتعة، لا وسيلة أخرى تنافسه، ومع أن السوشال ميديا مليئة بالفائدة - للعاقل طبعًا - لكنها تبقى صاخبة، عكس الكتاب الذي يأخذه كاتبه إلى عالمه الخاص. من جولتي الأخيرة في السوشال ميديا اخترت لكم ما أعجبني.
لم يُقل لسانك حصانك إن صنته صانك عبثًا، والتاريخ مليء بالحكايات التي قال فيها أصحابها كلمات رفعتهم، وكلمات آلت بهم إلى مصير سيئ. في اليوتيوب سمعت حكاية عن مليونير قال كلمة ود لو أنه بقي أخرسًا عامًا كاملًا دون أن يقولها، الحكاية من قناة خالد بلفقيه «خسر كل شيء بسبب مزحة.. كان جيرالد رانتر صاحب سلسلة مجوهرات شهيرة في بريطانيا، عاش رفاهية مطلقة، بيت فخم، طيارة خاصة، وأولاده في أغلى المدارس، لكن في يوم 23/04/1991 وقف على مسرح رويال ألبرت أمام الآلاف من رجال الأعمال متحدثًا عن شركته، كان كل شيء يسير على ما يرام في كلامه، حتى جاءت اللحظة التي قال فيها: الناس يقولون لي: كيف تبيع بسعر رخيص هكذا؟ أقول بصراحة.. إنها خردة. ضحك الجمهور، وبعد العرض تبعه صحفي وقال له: أنت الآن تقول لعملائك إنهم يشترون الخردة. في اليوم التالي تشابهت عناوين الصحف: جيرالد راتنر يضحك على عملائه! الناس فقدت الثقة، انهارت المبيعات وأسهم الشركة انخفضت للنصف. ساءت أحوال راتنر المالية، اضطر أن يبيع بيته، وباع طائرته، وأخرج أولاده من المدارس الخاصة. في أيام قليلة تحول من الملياردير إلى واقع قاس وصعب. بعد سنوات من الخسارة، قرر البدء من جديد، افتتح ناد صحي وحقق نجاحًا، ثم أسس موقعًا إلكترونيًا لبيع المجوهرات، لم يتمكن من العودة كما كان، لكنه يعيش حياة جيدة، ألّف كتابًا يحكي فيه قصته لتكون درسًا يستفيدون منه، وكيف أن مزحة صغيرة بإمكانها هدم إمبراطورية تجارية.
حكاية قصيرة مكتوبة على قصاصة من صحيفة أو مجلة قديمة، وقبل أن أكتبها أود القول إن التاريخ سجل حكايات لزوجات عظيمات، وحكايات أكثر لم نتعرف عليها عن كفاح الزوجات في مساندة أزواجهن، بل إن بعض الرجال الناجحين هم من صناعة زوجاتهم، ولولاهن لما حقق أزواجهن النجاح «كان صاحب محل الحلويات على وشك إقفال حانوته، في مساء شتائي عاصف، حين دخل عليه زبون طالبًا قطعتي حلوى، ولم يصدق صاحب المحل أن أحدًا يخرج من بيته في ذلك الطقس الرديء من أجل قطعة حلوى. فسأل الزبون: هل أنت متزوج يا سيدي؟ أجاب: بالتأكيد يا أخي! أتظن أن أمي ترسلني خارجًا في هذه العاصفة؟».