أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش
2025-08-28
مقال اليوم من أخبار ودراسات العالم الذي نعيش، العالم الذي نتهمه أحيانًا بأنه عالم جشع مادي، والحقيقة أن لا علاقة للعالم بكل هذه التهم، لأن الأرض لا تمانع إن أقمنا عليها حياة هانئة ومسالمة، العالم المادي والجشع يصنعه الإنسان بسبب أطماعه، ومن يستحق التهم السابقة هو الإنسان لا العالم.
مسكين الرجل، مهما كان قويًا في معترك الحياة، فإنه ضعيف أمام المرأة التي يعشقها، يجيز لها ما لا يجيزه للآخرين، يراها بعيون العاشق أجمل النساء وأرقهم، وإذا ما حدث ذلك فإنه يكون تحت رحمة صدق وإخلاص من أحبها، وإن كانت غير مخلصة فيسكون مثل واحد من الـ 20 صينيًا الذين أحبوا امرأة واحدة دون علمهم، الحكاية تقول إن صينية جميلة خدعت 20 رجلًا أوهمتهم بالحب المنتهي بالزواج، تعرفت عليهم في فترة زمنية متقاربة، وبطريقة ما كانت تطلب من كل شخص هاتف آيفون حديث، ولأنها حبيبة العمر وزوجة المستقبل، أحضروا لها ما طلبته، جمعت الهواتف وباعتها بـ «17 ألف دولار» ودفعت المبلغ مقدم شقة، المرأة التي تفاخرت بذكائها حسب قولها اختفت عن الأنظار بعد انتشار حكايتها. يُقال إن أحد المخدوعين لاعب كمال أجسام، وآخر أستاذ رياضيات، وأحدهم يعمل في الشؤون القانونية في إحدى الشركات. كل خبراتهم وقوتهم تلاشت أمام ابتسامتها الجميلة ورقتها المصطنعة، نقطة ضعف الرجل تكمن في قلبه! يُقال إن أحد الضحايا قال: الآيفون اللي شريته لها ما شريته لنفسي!.
يقول المثل الشعبي «في الحركة بركة» وهذا ما تثبته آخر الدراسات التي تقول إن طيور الفلامنجو تعمّر أكثر من الطيور المقيمة. الدراسة الفرنسية استمرت أكثر من 40 عامًا، أكدت أن طيور الفلامنجو المقيمة في بحيرة كاماراغ الفرنسية حققت نجاحًا مبكرًا في التكاثر والبقاء خلال سنوات حياتها الأولى، لكن منحنى الشيخوخة لديها يبدأ عند متوسط 20.4 عام، أما الفلامنجو المهاجر، فإنه يؤخر بهجراته بداية الشيخوخة عند متوسط 21.9 سنة. لا شيء يعوض الفطرة، الطيور خلقت لتهاجر وتعود، هذا ما يقويها، الفلامنجو المقيم كسلان، حتى الإنسان الكسلان لا يعمر طويلًا. لا أعرف كيف كان عند العلماء صبر 40 عامًا من أجل دراسة علمية، ربما هذا الصبر هو ما مكنهم ليصبحوا علماء.