أحمد الحامد⁩
كلام ويكند
2025-09-05
مضى زمن الخبراء والحكماء، حلّ شات جي بي تي وأشباهه بديلًا عنهم، حتى الزوجات أصبحن يسألن شات جي بي تي بعدما كان الزوج هو حكيم البيت. قال أحد الزملاء: كانت زوجتي لا تسأل غيري، والمشكلة ليست في أنها صارت تعتمد على شات جي بي تي، بل في أنها أصبحت تسأله الأسئلة التي كانت تسألني إياها، والملعون يعطيها أجوبة مختلفة، لأني كنت في بعض الأحيان أهوى التأليف! أعتقد أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي خطر على العلاقات الزوجية، إذا تمت استشارتها في شأن خلاف بين الزوجين، لأنه لا يعتمد على المودة والرحمة، ولأنه كائن غير حي، بلا دم، وبلا روح.
لا أعرف أين أجد التمارين المحفزة للذاكرة، لقد وصلت لمرحلة أنسى فيها أحيانًا أسماء أشخاص أعرفهم تمام المعرفة، سمعت أن النوم الكافي يعيد النشاط للذاكرة، وقال لي أحد الأصدقاء أثناء مشوار مسائي بعد أن ذكرت له معاناتي إن سمك «الزبيدي» منشط فوري للذاكرة، واقترح أن أجرب ذلك فورًا، وفعلًا كان يعرف عنوان المطعم، تناول صديقي سمكتين لوحده، وتناولت واحدة، لم يتغير شيء، وعندما أخبرته في اليوم التالي أن ذاكرتي ما زالت مثقوبة، وأن سمك الأمس لم يغير شيئًا أجاب: وهل تصدق أن سمكة تتناولها فتقوى ذاكرتك؟ ثم أضاف: لقد حفزني طعم السمكة الأولى لأتناول الثانية.. كل ذلك كان على حسابك!. في السوشال ميديا هناك فيديو شهير لشخص يتساءل عن الذاكرة: أنا لا أفهم.. كيف يتذكر الدماغ أنني نسيت، لكن لا يمكنه تذكر ما نسيت؟ أفكر بهذه الطريقة فعلًا وهذا يزعجني كثيرًا.
كان لدى أحد الأصدقاء طريقة طريفة في الاستدانة منا، يأتيك مسرعًا وكأن هناك أمرًا ما، ثم يسألك بوجه جاد: تبي ألف؟. وطبعًا تكون الإجابة نعم، فالكل يود الحصول على ألف أو آلاف، ثم يقول لك: تبي ألف.. عطني 300 اللحين.. وألفك تجيك بكره. تسأله: كيف ذلك؟ ثم يجيبك بجدية كاملة: لا تتدخل.. شغل حلال زلال! ثم يختفي. طبق هذه الطريقة الناجحة على الكثير من أصدقائه، وكان يغيرها ويستخدم تكتيكًا آخر كلما قدمت الطريقة السابقة. لم يكن يعيد ما يستدينه، ولم يطالبه أحد بما كان يأخذه منهم، كان كريمًا جدًا، ويساعد الآخرين، ولو كان جيبه مالاً فبإمكانك أخذه كله بمجرد طلبك ذلك. تذكرته قبل أيام بعد انقطاع حوالي سنتين، بمجرد أن رد على اتصالي قلت له: تبي ألف؟ ضحك وأجاب: لا.. هذي قديمة، الآن أبادر بالقول: ألف مبروك.. دخلتك شريك.. عطني 500 اللحين وأرباحك تجيك!.