يتجنَّب الطاهي الإمساك بالشوكة والسكين ليتذوَّق طعامه، فلا يستطيع تقييمه حتى لو استحوذ كل نجمات «ميشلان»، ويظهر الممثل الكوميدي صامتًا وسط موجة ضحكٍ صاخبةٍ في صالة السينما عند العرض الخاص لفيلمه، ويهرب المذيع من سماع صوته بحججٍ عدة، وحتى المطربون لا تطربهم أصواتهم، ويهربون من الغناء في حفلات زواجهم الخاصة.
الساحة الفنية العربية، ومع مرور أزمنةٍ عدة عليها، لم تسجِّل حالاتٍ كثيرةً لتصدُّر فنانين، أو فناناتٍ الغناء في حفلات زواجهم، وحتى كوكب الشرق كادت أن تغني لزوجها الدكتور حسن الحفناوي أغنية «حكم علينا الهوى» في حفل زواجهما، لكنها انتظرت 20 عامًا، ومن ثم قدمتها بعيدًا عن حفل الزفاف، والأمر يتكرَّر مع النجم اللبناني وائل كفوري الذي تفرَّغ في حفل زواجه للمدعوين، وأهدى بعدها بفترةٍ طويلةٍ أغنية «تك تك قلبي» لزوجته، وظهرت معه في الفيديو كليب.
وفي السعودية، الفنانون اتَّبعوا القاعدة ذاتها التي خطَّها أهل المهنة من باب «العرف» قبل أن يكسرها الفنان الشاب دحوم الطلاسي، الجمعة، في حفل زواجه.
الطلاسي الذي للتو بلغ الثلاثين من عمره، تفرَّد بغنائه للون السامري، وأصبح مطلبًا في الحفلات والمواسم، وذاع صيته، وعُرِفَ عنه إحياؤه مئاتٍ من حفلات الزواج في السعودية والخليج، والغناء على «الزل الأحمر» الذي اشتُهرت به حفلات السامري في الزواجات.
وفي حفل زواجه، الذي دعا إليه المئات من الضيوف وظلَّ يستقبلهم لأكثر من ساعتين باستراحةٍ في منطقة العمارية، شمال غربي الرياض، ولبس «البشت» للمرة الأولى، وبعد وجبة العشاء، تجمَّع الضيوف حول «الزل الأحمر» وتساءلوا مَن سيحيي حفلة السامري في زواج أحد أهم نجومه خلال الأعوام الأخيرة، وطرحوا أكثر من اسمٍ، وفي الوقت الذي يُسخَّن فيه الطار، وتقرَّب المايكات، ويبدأ جلوس الفرقة الموسيقية ببساطةٍ، يظهر العريس دون «البشت» ممسكًا بالميكروفون، ليغني ويتراقص، مرددًا داخله: «أنا أولى من الغريب». وكسر تقاليدَ فنيةً، لم تؤطر بالقوانين الملزمة بل بالفرضية.
الطلاسي، الذي اشتُهِرَ قبل خمسة أعوامٍ بأغنية يا جماعة، وحققت نجاحًا لافتًا، ظلَّ يغني أكثر من ساعتين، وكأنه لم يفعلها من قبل كما يصف الحضور، ليغادر بعدها، ويبدأ «شهر العسل».