رحلة ميكونوس تقود أرينا إلى الكأس

البيلاروسية أرينا سابالينكا مع الكأس بعد فوزها على الأمريكية أماندا أنيسيموفا في نهائي بطولة الولايات المتحدة المفتوحة الأحد في نيويورك (الفرنسية)
نيويورك ـ الألمانية 2025.09.07 | 01:30 pm

تخلصت البيلاروسية أرينا سابالينكا، المصنفة الأولى على العالم، من حزنها ومخاوفها وفازت الأحد على الأمريكية أماندا أنيسيموفا في نهائي بطولة أمريكا المفتوحة للتنس «فلاشينج ميدوز»، آخر بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى للموسم الجاري.
وبعد تسديدة خاطئة من أنيسيموفا في نهاية المباراة، جثت سابالينكا على ركبتيها وانفجرت بالبكاء فرحًا، بعد أن حققت لقبها الرابع في البطولات الكبرى، بعد محاولتين فاشلتين.
وعادت أنيسيموفا إلى نهائي الجراند سلام بعد 56 يومًا من خسارتها في ويمبلدون، بينما عانت سابالينكا من هزيمتين مؤلمتين في نهائي بطولتي أستراليا المفتوحة وفرنسا المفتوحة، عندما اضطرت إلى الاعتذار بعد تصريحات غير لائقة في المؤتمر الصحافي تجاه الأمريكية كوكو جوف.
كما خسرت سابالينكا أيضًا أمام أنيسيموفا في نصف نهائي ويمبلدون، قبل أن تثأر منها في فلاشينج ميدوز وتحسم المباراة النهائية بمجموعتين متتاليتين بنتيجة 6ـ3 و7ـ6 «7ـ3»، لتصبح أول لاعبة تدافع بنجاح عن لقبها في نيويورك منذ الأسطورة الأمريكية سيرينا ويليامز عام 2014.
وقالت سابالينكا أثناء الصعود إلى منصة التتويج «إنه أمر لا يصدق، كل الدروس التي تعلمتها كانت تستحق العناء في هذه المباراة. لا أستطيع التعبير عن مدى امتناني».
وأشارت المصنفة الأولى على العالم «بسبب المباريات النهائية التي خضتها في وقت سابق من هذا الموسم، شعرت أن هذه المباراة مختلفة. شعرت أنني اضطررت إلى التغلب على الكثير من الأمور».
وأوضحت «كنت أعلم أنَّ العمل الجاد الذي بذلناه جعلني أستحق لقبًا في إحدى بطولات الجراند سلام هذا الموسم، لذلك عندما جثوت على ركبتي كان شعورًا حقيقيًّا، لأن الدفاع عن هذا اللقب وتقديم أداء تنس رائع على أرض الملعب يعني الكثير».
وتابعت «أن أتمكن من خوض المعركة والتعامل مع مشاعري كما فعلت في هذه المباراة النهائية، فهذا يعني لي الكثير، فخورة جدًّا بنفسي الآن».
وقال جيسون ستايسي، مدرب الأداء: «أحيانًا تخوض صراعًا داخليًّا حول كيفية السيطرة على ذلك النمر وإطلاق العنان له في الوقت نفسه».
وفي بطولتي أستراليا المفتوحة وفرنسا المفتوحة لم تتمكن سابالينكا من إيجاد التوازن الصحيح، لكن بحثها في أعماق نفسها خلال عطلتها في اليونان منحها الإجابات التي كانت تبحث عنها.
وأكدت النجمة البيلاروسية «اعتقدت أن الطريقة الصحيحة هي نسيان الأمر والمضي قدمًا، ولكن حدث الشيء نفسه في بطولة فرنسا المفتوحة.. لذا فكرت بعدها أنه ربما حان الوقت لأسترخي وأتأمل تلك النهائيات وأتعلم شيئًا ما، لأنني لم أرغب في تكرار ذلك مرارًا وتكرارًا».
وأضافت «كنت في ميكونوس، جزيرة يونانية، أقرأ كتابي وأستمتع بالمناظر، وفكرت لماذا تركت مشاعري تسيطر عليَّ في هاتين المباراتين النهائيتين؟».
وتعرضت سابالينكا لاختبار صعب في فلاشينج ميدوز وفازت بصعوبة شديدة على الأمريكية جيسيكا بيجولا في المربع الذهبي، كما شهدت المباراة النهائية أمام أنيسيموفا العديد من التقلبات والمنعطفات.
وكانت الفرصة سانحة أمام سابالينكا للتقدم 3ـ0 في المجموعة الأولى، لكنها وجدت نفسها متأخرة 2ـ3، قبل أن تتقدم 3ـ1، ثم 5ـ3 في المجموعة الثانية.
عندما قلصت أنيسيموفا النتيجة إلى 5ـ5، نهض جمهور نيويورك من مكانه، لكن سابالينكا أثبتت لنفسها ولعالم التنس أنها تستطيع الحفاظ على هدوئها في اللحظات الحاسمة.
لقد ظهرت أنيسيموفا بشكل أفضل بكثير مما قدمته في ويمبلدون، وسيكون العزاء الحقيقي بالنسبة لها هو التقدم للمراكز الأربعة الأولى في التصنيف العالمي للسيدات، الإثنين.
وانهمرت دموع أنيسيموفا أثناء الجلوس على كرسيها داخل الملعب، وقالت بابتسامة حزينة «بعد أن استمعت إلى أخبار ويمبلدون كل يوم خلال الأسبوعين الماضيين، كنت بارعة جدًّا في ذلك».
وذكرت «حاولت تغيير كل شيء لصالحي، من الواضح أن اليوم كان أفضل من آخر نهائي خضته، لكنها كانت مباراة صعبة للغاية، لقد صعَّبت علي سابالينكا الأمور».
وأشارت «كان صيفًا رائعًا، الخسارة في مباراتين نهائيتين أمر رائع، لكنها أيضًا صعبة للغاية، لم أقاتل بما يكفي لتحقيق أحلامي اليوم».
وكشفت اللاعبة الأمريكية عن أنَّ السقف الذي كان مغلقًا بسبب الأمطار الغزيرة التي ضربت كوينز سبَّب لها صعوبات في تسديد الكرة.