أحمد الحامد⁩
نيمار.. الاسم الجديد للحظ!
2025-09-09
أحب قراءة الأخبار الغريبة حول العالم، تلك التي تتحدث عن أشخاص غريبين جدًا، لأني أبدو أمامهم عاقلًا، وهذا ما يخفف من لومي لنفسي. كلما قرأت عن تصرف غريب قام به أحدهم قلت لنفسي: ما زالت تصرفاتك أقل.. ما زلت في حدود المعقول والمسموح به.. احمد ربك. في العالم جنون لا حد له، وتناقضات حادة، ففي الوقت الذي يعيش فيه أحد متعب من كثرة الملل، هناك من يعيش متعبًا من مشاق العمل، وفي الوقت الذي يبحث فيه أحدهم عن عشاءً لأسرته، هناك من يوصي بثروته المليارية للبرازيلي نيمار، الذي هو بالأساس مليونير. في البداية عندما قرأت خبر توصية أحد المليارديرية بمنح تركته لنيمار اعتقدت أنها مزحة، لأني قرأت الخبر على حساب شخصي في السوشال ميديا، والكذابون في السوشال بالملايين، كما أن المليارديرية أذكياء بدليل أنهم حققوا ثروتهم، ولا يمكن لعاقل أن يقرر مثل هذا القرار، لكني بدأت أقرأ الخبر في مواقع إخبارية رصينة، حتى أني شاهدت صورة للوصية. الملياردير يحب نيمار، ويقول بأنه يشابهه في تصرفاته! لن أقول بأن الملياردير مجنون، لأنه مجنون فعلًا، لكني أقول بأن نيمار محظوظ من يوم يومه، ومع مهاراته الاستثنائية، إلا أنه برز لاعبًا في زمن خلا من النجوم البرازيليين مثل الظاهرة رونالدو، وريفالدو، ورينالدينهو، ومحظوظ لأنه رغم إصاباته المتكررة، وتوقفاته الطويلة، إلا أنه كان ومازال يحصل على عقود كبيرة وهو بربع ركبة. والآن وبعد بلوغه الـ 33 عامًا يحصل على 846 مليون جنيه إسترليني من شخص لا يعرفه، توفي تاركًا له هذه الثروة. حظ، لا تفسير آخر. الكثير ممن قرؤوا الخبر قالوا كان الأولى بالملياردير البرازيلي أن يوصي بثروته لفقراء البرازيل وما أكثرهم، قالوا ذلك لأنهم لا يعلمون أن الحظ يتجاوز المنطق والمعقول والمحتمل ويصل إلى صاحبه باردًا مبردًا. هناك مثل شعبي يقول «مال البخيل للعيّار»، والملياردير البرازيلي بخيل بلا شك، ونيمار عيّار! رحم الله أبا فاطمة، تذكرته عندما قرأت خبر حصول نيمار المليونير على تركة الملياردير، كان أبو فاطمة طيب القلب، كافح لرعاية عائلته وعائلة أخيه المتوفى، كان يعمل بدوامين، واليوم الذي لا يعمل فيه ترتبك ميزانيته، لم يكن يعرف أسماء الممثلين ولا اللاعبين، لأن كل وقته للعمل، عاش حياة صعبة جدًا، وتوفي عند منتصف الليل بعد يوم عمل شاق، وجدوا في جيبه مالًا لا يذكر، ودواءً لعلاج الضغط.