خالد الشايع
اللعبة التي كشفها فهد بن نافل مبكرا
2025-09-10
عندما قرأت عقدي مع الأهلي ضحكت كثيرًا، عبارة قالها البلجيكي ماتيو دامس لاعب النادي الأهلي الجديد «مواليد 2004» في حوار مع صحيفة «جول» معلقًا على انتقاله مع الأهل للنادي الأهلي، عبارة قالها ببساطة ولكنها تكشف مدى الفوضى التي تعيشها أندية في التعاقدات مع اللاعبين الأجانب وبالذات المواليد منهم. عندما تقدم للاعب صغير السن مائة ضعف راتبه الذي يتقاضاه مع ناديه السابق، فكيف تتوقع أن تستثمره لاحقًا، حسب اتحاد الكرة هذا النظام وضع لاستثمار اللاعبين المواليد، من النادي الذي سيدفع لدامس الراتب الذي يعطيه إيّاه الأهلي حاليًا.
دامس، ليس حالة منفردة، غالبية اللاعبين المواليد يتم دفع مبالغ أكبر بكثير مما يستحقونه للتعاقد معهم، النصر على سبيل المثال وهو رائد في دفع مبالغ أكبر بكثير من القيمة السوقية للاعب، دفع أكثر من 97 مليون يورو لأستون فيلا للتعاقد مع جون دوران «77 مبلغ ثابت + 20 مليون إضافات» مع أن النادي الإنجليزي دفع فيه قبل عامين فقط 29 مليون يورو لا أكثر، ولا تزيد قيمة دوران السوقية عن 40 مليون يورو، انخفضت الآن لـ35 مليون فقط، الهلال أيضًا دفع في البرازيلي ماركس ليوناردو 40 مليون يورو بزيادة 15 مليون يورو عن قيمته السوقية، والتي ما زالت عند مستوى 25 مليونًا.

هذه الصفقات محكوم عليه بالفشل والخسارة منذ البداية، الأهلي خسر مبلغًا ضخمًا في الإسباني جابري فيجا، الذي دفع نحو 30 مليون يورو للتعاقد معه، ثم باع عقده لبنفيكا البرتغالي بـ17 مليونًا فقط، خسارة 13 مليونًا كاملة، الحال ذاته في الاتحاد الذي دفع أكثر من 29 مليون يورو في البرتغالي جوتا، ثم باع عقده بعد موسم واحد فقط بثمانية ملايين فقط، لرينس الفرنسي الذي عاد وباعه لاحقًا بعشرة ملايين، والأرقام جميعًا بحسب موقع transfermarkt المختص بانتقالات اللاعبين.

من الذي يجب أن يتحمل كل هذه الخسائر؟، ولماذا برنامج الاستقطاب يسمح بها من الأصل؟، كيف يتم التلاعب بأنديتنا من سماسرة ووكلاء أعمال لمضاعفه عقود اللاعبين؟، أتفهم أن يتم دفع مبلغًا أكبر للتعاقد مع اللاعب الجيد، لإغرائه بالقدوم للدوري السعودي الأقل شهرة، ولكن أن يتم مضاعفه عقد لاعب من 20 ألف جنيه إسترليني لـ400 ألف كما حدث بين الأهلي وإيفان توني، فهذا إغراء مبالغ فيه، عدا ذلك دفع الأهلي للنادي الإنجليزي 42 مليون يورو مع أن النادي الإنجليزي اشترى عقده بنحو 5،6 مليون فقط، أيضًا العهدة على transfermarkt.

سيواجه النادي مشكلة حقيقية في التخلص من اللاعبين الذين دفع فيهم أضعاف قيمهم السوقية، لهذا نجدهم يرحلون شبه مجانًا للدوري التركي، بهدف التخلص منهم، خطوة لا يمكن استيعابها.

برنامج الاستقطاب بدلًا من أن يكون طريقة للتعامل مع هذه المشكلة، بات السبب فيها، لأنه يدفع بلا حساب ولا رقابة.

عندما قال فهد بن نافل رئيس نادي الهلال أنه «لن يرضخ للابتزاز» سخر منه الكثيرون، ولكن فعلًا نحن نقع ضحية للابتزاز العلني، مبالغ ضخمة تدفع للاعبين لا يمكن لأي دوري آخر دفعها، لأنها تفوق القيمة الحقيقية للاعب بعشرات المرات.

بالتأكيد لن يستمر الحال على ما هو عليه إلى ما لا نهاية لن يتم ضخ المليارات كل عام، السعودية نعم كانت الخطوة الأولى تستلزم ذلك ولكن بعد ثلاث سنوات ليس من المتوقع أن يستمر الوضع كما هو، تظل الأندية كالعصافير الجائحة تفتح فمها باستمرار، برنامج الاستقطاب عليه أن يكون واضحًا فيما يدفعه ولا يترك الأمور عائمة، لأن لحظة الفطام قريبة جدًا، ولا تزال الأندية غير جاهزة له.