«القطعة الثمينة» سلاح يرتد على إنزاجي

الإيطالي سيموني إنزاجي يحتفل مع الإسباني لويس ألبرتو خلال تجربتهما السابقة في لاتسيو (أرشيفية)
الرياض - تركي المطيري TurkiMu7@ 2025.09.16 | 03:02 pm

على الخطّ الأبيض في ملعب المملكة أرينا، لا يتهيأ الإيطالي سيموني إنزاجي، مدرب فريق الهلال الأول لكرة القدم، لمباراته القارية الأولى مع الأزرق فحسب إنما يستعدّ لمواجهة ماضيه وهو يرتدي قميص الدحيل.
أمامه يقف الإسباني لويس ألبرتو، لاعب الدحيل، «القطعة الثمينة» التي صاغ بريقها المدرب الإيطالي في لاتسيو ثم فرَّقتهما الساحرة المستديرة.
هنا لا تُقاس الليلة بتبديلات وحيازة، بل بقدرة مدربٍ على إغلاق أبوابٍ بناها بنفسه، وبراعة لاعبٍ جعلت معلمه يرفع القبعة ذات مساءٍ بعيد.
حين جاء ألبرتو إلى لاتسيو صيف 2016 من ليفربول، لم يحمل كثيرًا من الأضواء معه.
أربعة ملايين يورو فقط كانت كافية لنقله من إنجلترا إلى الكالتشيو، لكن موسمه الأول لم يُبشر بالكثير، دقائق قليلة وأداء متواضع ترك الانطباع بأن الصفقة قد لا تنجح.
إلا أن إنزاجي، بحدسه، أبصر في الإسباني شيئًا مختلفًا.. عامله بصبر، جرّبه في مراكز متعددة، وترك له الفرصة كي يتنفس، حتى وُلد صانع ألعاب جديد في قلب لاتسيو.
في ليلة 14 سبتمبر 2017، بعد انتصار صعب على فيتيسه في الدوري الأوروبي، لخص إنزاجي التحوّل بكلمات أصبحت عنوانًا لمسيرة اللاعب: «لويس ألبرتو؟ لعب في ثلاثة مراكز مختلفة هذا المساء، إنه لاعب متكامل وهو بمثابة قيمة مضافة لنا هذا الموسم.. لقد عانى في الموسم الماضي للتأقلم، أما الآن فأنا أرفع له القبعة لا يمكنني الاستغناء عنه، فقد أصبح عنصرًا ثمينًا جدًّا بالنسبة لنا».
كانت تلك الشهادة بمثابة إعلان رسمي عن ميلاد قائد إيقاع الفريق.
ومع مرور المواسم، أصبح ألبرتو عقل لاتسيو وصانع متعته الكروية. أرقامه تحت قيادة إنزاجي تروي القصة بوضوح 175 مباراة بجميع المسابقات، 35 هدفًا، و48 تمريرة حاسمة فيما يقارب 13 ألف دقيقة لعب.
معًا حملا كأس إيطاليا عام 2019، ورفعا كأس السوبر مرتين، وكانا جزءًا من فريق ترك بصمة واضحة في الكرة الإيطالية.
الزمن مضى، والطرق تفرقت إنزاجي غادر نحو تجربة جديدة انتهت به هذا الموسم في الرياض مع الهلال، وألبرتو شدّ الرحال الموسم الماضي إلى قطر ليرتدي قميص الدحيل، باحثًا عن تحدٍّ جديد بعد أعوام المجد في لاتسيو والآن، تعيد الأقدار جمعهما، لا كحليفين بل كخصمين.
في الجولة الأولى من دوري أبطال آسيا للنخبة، سيجد إنزاجي نفسه مطالبًا بتحجيم لاعب يعرفه أكثر من أي أحد، بينما سيحاول ألبرتو أن يثبت أن لمساته لم تفقد سحرها، وأنه ما زال قادرًا على أن يكون الفارق، حتى لو كان ذلك على حساب مدربه السابق.