استراحة محارب للملكي

تضحك كثيرًا عندما ترى طوابير المنتظرين لعثرة الأهلي أشبه بمن طال أمد انتظاره لخبر سعيد يعوضه (معاناة) سنوات الحرمان التي مرت بهم أمام الملكي وتشفق على حالهم وأنت تتابع طرحهم المهترئ بعد لقاء القادسية الأخير غير مستوعبين لمفهوم المنافسة الشريفة والفوز والخسارة، وعندما تبحث عن سر هذه الفوضى في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام تجد أنها من بعض منتسبي الإعلام ممن ارتضوا لأنفسهم التحول إلى (أراجوزات) لتسلية الجماهير وإضحاكهم بأطروحاتهم السخيفة التي كشفتهم للرأي العام وللجماهير المخدوعة فيهم، ويوما بعد يوم يتضح لهم خواء هذه العقول وميلها لغرس التعصب الرياضي وابتعادها عن المفاهيم الحقيقية للرياضة، ومهما يكن فإن الرهان الآن بات على عقل المتلقي ووعيه وثقافته المتفوقة على ما يطرح من غث في هذه الوسائل دون مراعاة للذوق العام.
ـ الأهلي استطاع أن يحقق رقمًا قياسيًا في عدم الخسارة حتى الآن ولازال لم يخسر حتى وإن خرج من منافسات كأس الملك أمام القادسية بركلات الترجيح وسط تحكيم سيئ وأخطاء فردية من بعض لاعبيه، ورب ضارة نافعة للأهلاويين بعد هذه الرحلة الطويلة من عناء تعدد المشاركات والاستحقاقات لأهمية التركيز في استحقاقات محددة والحفاظ على جهد نجومه ولاعبيه والاستفادة من مخزونهم اللياقي فيما تبقى من جولات الدوري الحاسمة أو دوري أبطال آسيا وهما الاستحقاقان المهمان لكافة محبي الأهلي، وعلى لاعبي الأهلي أن يعوا أن المباريات المقبلة جميعها تحتاج علاوة على التركيز إلى عدم التفريط في أي من نقاطها بغض النظر عن مباريات المنافسين من أجل إرضاء ضمائرهم أمام جماهيرهم الراضية إلى حد ما عن عطاء فريقها الكروي هذا الموسم وإن كانت تمني نفسها بنهاية مفرحة لرحلة الأهلي هذا الموسم ..
ـ أرجو ألا يكون هناك انعكاسات سلبية على الخروج الأخير من كأس الملك على عطاء لاعبي الأهلي وأن تكون استراحة محارب وجسرا للوصول إلى الطموحات وحجم الآمال المعقودة على إمكانياتهم، فمن يتابع مسيرة الفريق يجد أن الفريق وجد دعماً غير مسبوق من رمزه الكبير ورجالاته وإدارته وجهدا مثمرا لجهازه الفني بقيادة السويسري كريستيان جروس وعطاءً إيجابيًا للاعبيه وإن كان الطموح أكبر لعطاء مضاعف من بعض من يعول عليهم الفريق داخل الملعب وبالتحديد ركائزه المهمة في كافة خطوطه، والملاحظ أن هناك بعض التراخي أو الملل أو الإرهاق قد تسرب إليهم من جراء المباريات المتتالية في مختلف المسابقات أو الإصابات التي لحقت بهم، وتجاوز هذه الظروف يحتاج إلى التفاف إداري وفني وطبي يعالجها بأقصى سرعة لحساسية المرحلة والمنعطف الأخير من منافسات الموسم ..
ـ أكثر ما يحتاجه اللاعبون الآن أيضا هو وقفة جماهيرهم الوفية لرفع معنوياتهم وحصاد نقاط مبارياتهم المقبلة، كما أن على الإدارة بدء التحضير للموسم المقبل من الآن لدعم النجاحات وتلمس أوجه القصور ومعرفة احتياجات بعض المراكز حسب رؤية فنية صرفة ومنها الحاجة لتغيير عنصرين أجنبيين والاستفادة من تجارب التغييرات المستمرة التي ألقت بظلالها بعض الشيء على عطاء الفريق داخل الميدان وأقصد هنا خيارات اللاعبين الأجانب عدا السومة وعبدالشافي لأهمية الاستقرار والانسجام ولتدعيم عمل الجهاز الفني وجهده الملموس واستراتيجيته الناجحة .
ـ جروس مدرب واقعي استطاع إيجاد توليفة بناءة من اللاعبين المؤهلين في كل مركز ولا يلام على تأرجح مستوياتهم من مباراة إلى أخرى وفق ظروف جاهزيتهم وإصاباتهم ومن المهم أن تضع الإدارة في أولويات اهتماماتها الحفاظ على الجهاز الفني بقيادة جروس لسنوات مقبلة ودعم خطواته كي يستمر الأهلي بهذا الحضور المثمر في مختلف استحقاقاته ..
ـ ما ذكرته في مقالات سابقة حول ضرورة الرقابة على المباريات والحفاظ على نزاهتها من قبل اتحاد الكرة أكده زملاء آخرون فيما بعد بإقرارهم بما يدار خلف الكواليس بالتلاعب بنتائج المباريات هذا الموسم والموسم الماضي وعلى اتحاد الكرة أن يأخذ ما يطرح في الإعلام على محمل الجد وإلا فإن البطولات ستذهب لمن لا يستحقها.
