فيث.. تغيّر مفهوم الأمهات وترقص مع الذهب

الكينية فيث كيبيجون تحتفل بعد فوزها بالميدالية الذهبية في نهائي سباق 1500 متر للسيدات في بطولة العالم لألعاب القوى في طوكيو، الثلاثاء (الفرنسية)
طوكيو ـ الفرنسية 2025.09.17 | 01:47 pm

أثبتت الكينية فيث كيبيجون جدارتها بأنها أعظم عداءة في تاريخ المسافات المتوسطة، بعد إحرازها ذهبية 1500 م للمرة الرابعة، الثلاثاء، في بطولة العالم في طوكيو، كما نجحت بالإثبات أن إنجاب الرياضيات يمكن أن يشكل نقطة انطلاق لإعادة إطلاق مسيراتهن.
وإلى ألقابها العالمية الأربعة في 1500 م، تملك ابنة الـ 31 في جعبتها ثلاثة ألقاب أولمبية في السباق عينه.
تُعد الكينية استثنائية في عالم العداءات المحترفات، إذ أنجبت طفلتها ألين في يونيو 2018.
قالت كيبيجون لوكالة فرانس برس «أعرف ما تمر به النساء بعد إجازة الأمومة. يعتقدن أنها نهاية الحياة. أريد أن أثبت خطأهن: هذا هو المستقبل، هذه بداية مسيرتكن».
وبيَّنت «لم يكن الأمر سهلًا. لكنني كنت محاطة بالناس: مدربي، مدير أعمالي، المسؤولين، زوجي، الذين آمنوا بي حقًا».
أضافت كيبيجون، التي فقدت 19 كيلوجرامًا من وزنها في طريق عودتها إلى المسابقات «لم يكن مشوارًا سهلًا، تحتاج إلى قوة ذهنية كبيرة، عليك أن تكون قويًّا وشجاعًا في كل ما تقوم به».
شرحت «احتجت إلى الوقت. لأستمتع بسعادتي مع ألين، أن أفرح فقط مع طفلتي لأنها كانت صغيرة، والتحوّل ببطء نحو بطولة العالم 2019».
تابعت «احتجت إلى وقت طويل في التمارين لإنقاص الوزن، أؤدي تمارين اللياقة، أن أعيد جسدي إلى وضعه السليم وأحافظ على رشاقتي».
منذ أغسطس 2020، سيطرت كيبييجون على المسابقة بشكل ساحق.
أحرزت في سباق 1500 م 20 فوزًا من أصل 21 مشاركة، بينها نهائيان أولمبيان في طوكيو وباريس. خلال تلك الفترة، شاركت في سباقات أخرى، بينها سباق الميل، 3 آلاف متر و5 آلاف متر محرزة معظمها.
أضافت كيبييجون لقبًا عالميًّا ثالثًا في بودابست عام 2023 بعد ذهبيتها الأولى في 2017. في الدوحة 2019، أول بطولة كبرى بعد إنجابها، تفوَّقت عليها الهولندية سيفان حسن التي انتقلت إلى سباقات الماراثون وتغيب راهنًا عن مونديال طوكيو.
كيبيجون المتزوجة من تيموثي كيبتوم، حامل برونزية أولمبياد لندن 2012 في سباق 800 م، تتدرب على يدي باتريك سانج الذي يدرب أيضًا إليود كيبتشوجي، أسطورة الماراثون.
وصف سانج العداءة كيبيجون بأنها تتمتع بموقف تجاه الحياة والسباقات يشبه موقف كيبتوشجي.
قال سانج لوكالة فرانس برس «هي أحد الرياضيين القلائل الذين يتمتعون بالتوازن بين التحمّل والسرعة».
أضاف «كنت مندهشًا حقًا. بعض العدائيين يتذمرون، لكنها لا تتذمر أبدًا. تقوم بالعمل. هي رياضية شديدة التركيز».
اشتهرت كيبيجون أولًا حافية القدمين، عندما أحرزت لقب بطولة العالم للناشئات في اختراق الضاحية في بونتا أومبريا عام 2011 بعمر الـ 17 ووصلت إلى خط النهاية بعد تسارع لافت.
أقرَّت ثاني أصغر أفراد عائلة من ثمانية أطفال نشأت في قرية تشيبارا في وسط كينيا «يا لها من رحلة. كنت أشعر بالراحة وأنا أركض حافية القدمين. كنت لا أزال صغيرة قادمة من القرية».
تذكرت قائلة «لم أستخدم الأحذية المسننة، كنت أرتدي ما يريحني. بعد بونتا أومبريا، عدت إلى بيتي وتعلمت ببطء شديد لاستخدامها، وبعد أن بدأت باستخدامها لم أعد أعرف كيف أركض حافية القدمين!».
كان عام 2023 رائعًا بالنسبة إليها، فحققت ثالث ألقابها في بطولة العالم بعد تحطيمها الرقم العالمي ثلاث مرات.
هذا العام، حاولت أن تصبح أول سيدة تنزل تحت حاجز الأربع دقائق في سباق الميل في باريس، وإن كان ذلك قد حصل بعد مساعدة تكنولوجية وأرانب سباقات، لتسجل 4:06.42 دقيقة.
ذكرت كيبيجون «ربما لم أنجح في تحقيق ما أردته، لكنني وجهت رسالة بأن هذا الأمر ممكن في يوم من الأيام».
وتابعت «إذا لم أكن أنا، سيفعله شخص آخر. أعتقد أن هناك سيدة ستنزل تحت حاجز الأربع دقائق في الجيل المقبل أو من جيلنا، ولهذا السبب أنا مستمرة في التمارين».
أضافت «حققت الكثير، كل الميداليات، الأولمبية والعالمية، لكنني لا أزال أملك الدافع، أريد إثبات أن المرأة قادرة على فعل ما يجب أن تفعله في هذا العالم».