في 47 ثانية.. سيدني تمحو يارميلا وتهدد عرش ماريتا

باتت الأمريكية سيدني ماكلافلين ـ ليفرون أول عداءة تجتاز مسافة سباق 400 متر في أقل من 48 ثانية منذ 40 عامًا، وكانت على بُعد أجزاء من الثانية من تحطيم الرقم القياسي العالمي الخالد في بطولة العالم الجارية في طوكيو، الذي يبدو الآن في متناولها.
وحققت الأمريكية، البالغة 26 عامًا، إنجازًا تاريخيًا بإكمالها سباق 400 متر في 47.78 ثانية، وهو ثاني أفضل توقيت خلف الألمانية الشرقية ماريتا كوخ، حاملة الرقم القياسي 47.60 ثانية، الذي حققته في 6 أكتوبر 1985 في كانبيرا.
ومحت الرقم السابق لبطولة العالم، الذي حققته التشيكوسلوفاكية يارميلا كراتوشفيلوفا عام 1983، 47.99 ثانية.
وتُوجّت سيدني بطلة أولمبية مرتين 2021 و2024، وبطلة للعالم في بودابست 2022، كما تحمل الرقم القياسي العالمي في سباق 400 متر حواجز، 50.37 ثانية.
وقال السويسري لوران ميولي، مدرب الهولندية فيمكي بول، التي تقارع الأمريكية في سباق 400 متر حواجز، لوكالة فرانس برس: «هي أفضل رياضية في تاريخ ألعاب القوى».
وشبّه أداءها بأداء الكوبي ألبرتو خوانتورينا، الذي حقق ثنائية سباقي 400 متر و800 متر بدورة الألعاب الأولمبية في مونتريال عام 1976.
ويحوط الرقم القياسي، الذي حققته كوخ بقميص ألمانيا الشرقية منذ زمن طويل، الكثير من الشكوك بشأن المنشطات.
ولم تقترب أي عداءة من نصف ثانية من زمن كوخ، حيث سجلت البحرينية سلوى عيد ناصر زمنًا بلغ 48.14 ثانية في بطولة الدوحة عام 2019، علمًا أنها أُوقفت بسبب المنشطات بين عامي 2021 و2023.
ونادرًا ما تشارك سيدني في سباقات خلال الموسم، وتجري مقابلات، على الرغم من ذلك، تغلبت على اثنتين من أفضل العداءات في هذا المجال في طوكيو، وهما بطلة الألعاب الأولمبية الدومينيكية مارليدي باولينو «المركز الثاني بزمن 47.98 ثانية»، وعيد ناصر «حلت ثالثة بزمن 48.19 ثانية».
كان ظهورها الوحيد في الدوري الماسي بين فوزها بأول لقب أولمبي لها في طوكيو بدورة الألعاب المؤجلة، بسبب كورونا عام 2021، والاحتفاظ به العام الماضي، هو سباق 400 متر في لقاء باريس عام 2023.
وشرح السويسري ميولي، قائلًا: «لم يسبق لها أن واجهت هاتين العداءتين الموسم الجاري، هذا ما تتميز به ماكلافلين ـ ليفرون دائمًا: قدرتها، حتى مع قلة مشاركاتها في المنافسات، على تنظيم كل شيء بسلاسة في الوقت المناسب».
ويبدو أن العداءة الأمريكية لا تزال بحاجة إلى تحسين أدائها، حيث لم تحدث الخميس أي فرق يُذكر إلّا في آخر 100 متر، ما يُشير إلى أن الحماس قد يشتعل إذا خاطرت أكثر منذ البداية.
لم تكن الظروف في طوكيو مثالية مع رياح قوية ومسار مبلل بمياه الأمطار.
وقال ميولي: «هناك أيضًا المزيد من اللقاءات، التي يجب الاستعداد لها. لكن من غير المرجح أن يتغير هذا لأنها لا تحب السفر كثيرًا للمنافسة هنا وهناك. وبما أن هذا لا يزال ناجحًا، فلا أتوقع منها تغيير خططها في الأعوام المقبلة».
في عام 2025، نوّعت العداءة، التي تتدرب في لوس أنجليس تحت إشراف بوب كيرسي، أنشطتها.
من خلال المشاركة في سباقات جراند سلام تراك، وهي بطولة جديدة، تنافست في تخصصات لم تكن مألوفة عندها، من سباق 400 متر إلى 100 متر، بما في ذلك سباق 100 متر حواجز.
وقال ميولي: «بالنسبة لبطولة طوكيو العالمية، قررت عدم المشاركة في سباق 400 متر حواجز للتركيز على سباق 400 متر، وهو خيار اتخذته بالفعل في عام 2023 قبل قرار انسحابها من بطولة بودابست العالمية».
ختم ميولي قائلًا: «يبدو لي أن التحضير لكليهما، والأمل في تحقيق هذا المستوى من الزمن في كليهما معقد. إذا قررت محاولة تحقيق هذا الإنجاز المزدوج في لوس أنجليس، فغالبًا لن يكون ذلك بهدف تحطيم الأرقام القياسية العالمية، بل فقط للفوز بالميدالية الذهبية».