أحمد الحامد⁩
جولة سوشال ميديا
2025-09-30
شاهدت في الأيام الماضية الكثير من المقاطع المحفزة، والكثير من المقاطع الإرشادية لحياة أذكى، لا أعلم لماذا انجذبت لمثل هذه الفيديوهات، قد يكون عقلي هو من رأى أني بحاجة لذلك، فهو مسؤول عن تفكيري، لكنه غير مسؤول عن تصرفاتي، وقوتي، وضعفي، يبدو أنه تعب من تخبطاتي، وأراد أن أتعلم شيئًا لعله ينفع. اليوم اخترت لكم بعض ما شاهدته في جولتي الأخيرة في السوشال ميديا.
عرف الصينيون بالحكمة، ربما سبغ كونفوشيوس هذه الصبغة عليهم، أو أنهم حكيمون فعلًا، لأن صناعاتهم اليوم تدل على ذلك، لقد صبروا طويلًا ليتعلموا. استوقفني فيديو لرجل صيني في الثمانينيات من عمره، يتحدث عن الرجل الذكي، أو كيف تصبح ذكيًا، أعجبني كلامه، وبقي في عقلي عدة أيام «الشخص الذكي حقًا، يجب عليك تذكر الثلاث نقاط، وسأضمن لك أن علاقاتك مع الآخرين ستتحسن تدريجيًا. أولًا إذا صادفك أي استفزاز، اصمت فورًا، لأن كل الأضرار والمشاكل تأتي من الفم. ثانيًا لا تظهر ذكاءك أبدًا، لا تبرز نجاحك وإنجازاتك في كل مكان، لتتجنب الغيرة والحسد، إن الزهرة الأجمل هي أول من تقطف، وطالما أن الشجرة مستقيمة فهي أول من يقطع، وطالما أن الشخص موهوب فهو أول من يُنتقد أو يُحسد، وهذه قاعدة حتمية، لذلك يجب على الإنسان أن يتدرب ويطور ذاته، ويكون متزنًا ولا يظهر كل قوته أو قدراته، عندها سيكون له مستقبل مشرق. ثالثًا لا تفقد أعصابك بسرعة على أي موقف، الأشخاص الحكماء هم من لا تتحكم بهم العواطف، فقط الحمقى ينفعلون يوميًا، الحكيم يفعل شيئًا واحدًا فقط، هو حل المشاكل، وليس السماح للعواطف بالسيطرة عليه، الانفعال لا يؤدي إلا لخلق المشاكل، ولا يحل أي شيء، تذكر هذه النقاط جيدًا». سمعت ما قاله الحكيم الصيني قبل أيام، وقررت أخذ تعليماته، وفشلت في اليوم التالي بعد مكالمه هاتفية صاخبة كسرت فيها كل قواعد الذكاء، في اليوم التالي شعرت بالندم، وقلت لنفسي أنت لا ينفع معك لا حكيم صيني، ولا فرعوني، ولا الاتحاد السوفيتي!
شاهدت جزءًا من لقاء تلفزيوني مع سيلفر ستالون، قال في دقائق قليلة كلامًا مهمًا، يصلح أن يكون خريطة طريق للذين يبدؤون حياتهم، أو لأولئك الذين يريدون إصلاحها «لماذا أنت في عجلة من أمرك للنجاح، النجاح الحقيقي يستغرق وقتًا، لا يتعلق الأمر بالسرعة، بل يتعلق بالنمو، عندما تتعجل ستفوتك الدروس القيّمة طوال الطريق، النجاح الحقيقي ليس الوصول إلى خط النهاية، بل يتعلق بمن ستصبح خلال الرحلة».
بعض الأشخاص يختارون أسلوب حياتهم بأنفسهم، ولا يعيشون في فوضى أو بأسلوب غيرهم، شاهدت مقطعًا يتحدث فيه أحد المديرين عن موظف انضم حديثًا إلى الشركة «رجل انضم إلى مكتبي منذ ستة أشهر، وفي غضون أسبوع أرسل لي رسالة يطلب فيها بعض المال، وجدت الأمر غريبًا، وعلمت لاحقًا من بعض الزملاء أنه طلب منهم المال كذلك، وبسبب هذا بدأنا نتجنبه في المكتب، وتوقفنا عن دعوته إلى حفلات المكتب. اليوم التقيت به في نادٍ للدراجات وكان لديه دراجة هارلي ديفيدسون، تحدثنا قليلًا، ومازحته بسؤالي: لماذا تحتاج مالًا بينما تستطيع شراء هارلي؟ فأجاب بأنه لم يكن يحتاج المال حقًا، وأنه انطوائي ولا يحب التحدث إلى الناس، وطلب المال من الزملاء يجعلهم يتجنبونه في المكتب».