تركي السهلي
أُنشودة النصر
2025-09-30
في أبريل 1960م أعلن رئيس الوزراء العراقي عبد الكريم قاسم إنشاء ملعب «الشعب» في ناحية الرصافة ببغداد. وبعد الإعلان بعامين، بدأ العمل في الاستاد الذي نفّذته شركة برتغالية من مدينة لشبونة. وفي العام 1966م أثناء رئاسة عبد الرحمن عارف، استقبل الملعب أوّل مباراة بحضور «بنفيكا» البرتغالي، وحُسمت المباراة بهدف أسطورة الستينيات «أوزيبيو».
اليوم، وبعد أكثر من نصف قرن، يقف العراقيون على قدمٍ واحدة لمشاهدة أسطورة البرتغال ونادي النصر السعودي كريستيانو رونالدو في المباراة التي سيكون طرفها الآخر نادي الزوراء العراقي عصر غدٍ الأربعاء، ضمن دوري أبطال آسيا 2، من بين 32 فريقًا في ثماني مجموعات يتم التنافس خلالها بنظام الدوري المجزأ من دور واحد حتى الخامس من ديسمبر 2025. وقال مدرب فريق الزوراء عبد الغني شهد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أمس: «لا شك في أن رونالدو نجم عالمي، ووجوده يضفي قيمة خاصة لأي مباراة، وسيكون حضور الجماهير حافزًا إضافيًا، ولكننا نعمل على أن يكون تركيز اللاعبين داخل الملعب بعيدًا عن أي مؤثرات خارجية».
وبطولة أبطال الدوري في آسيا 2 تغيّرت بوجود النادي السعودي الكبير في نسختها الثانية هذا الموسم، حيث ارتفعت المشاهدات بالفيديو 171% لتصل إلى 190 مليون مشاهدة، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى 695 مليون مشاهدة.
والنصر والعراق، قصّة قديمة تعود إلى حقبة السبعينيات الميلادية، حينما غنّى سعدون جابر لأصفر العاصمة الكبير «جينا يا نصر من دجلة وفرات»، وبعد أن ردّد الخليجيون مع بدر شاكر السيّاب «أنشودة المطر»، تغنّى العرب بأهداف ماجد عبد الله في دورة الخليج ببغداد 1979. والنادي السعودي الظاهر في العام 1955 هو المؤثر الأكبر في الذاكرة الشعبية العربية، بشخصية الأمير عبد الرحمن بن سعود، وبماجد عبد الله، وبفكرة الموقف الواضح، والاستقلال التام. والنصر لا يترك المسائل أن تخرج من تأثير غيره، وهو الأنشودة التي يردّدها الجميع من الشام لبُغدان. وبلاد العُرب أوطاني. إنّ البطولة التي يُشارك فيها النصر تغدو نورًا، وعالمًا من مزيج. وحينما يغيب الأصفر عن شيء، تبهت الألوان.