الشباب والخليجية.. أولوية سعودية.. والبحث عن اللقب الثالث

يُعد نادي الشباب السعودي أحد أبرز الأندية التي شاركت في بطولة كأس الخليج للأندية منذ انطلاقتها عام 1982، وسجَّل حضورًا لافتًا في تاريخ المسابقة التي شهدت تغييرات في مسمياتها وتنظيمها على مر الأعوام، بدءًا من «بطولة الأندية الخليجية» مرورًا بـ«دوري أبطال مجلس التعاون الخليجي»، وصولًا إلى «دوري أبطال الخليج للأندية».
وحقق الشباب إنجازات بارزة خلال مشاركاته، خاصة في تسعينيات القرن الماضي، وظلَّ الفريق السعودي الأول الذي فاز باللقب مرتين متتاليتين في 1993 و1994.
في النسخة العاشرة من البطولة، التي جرت في السعودية بين أواخر ديسمبر 1992 وأوائل يناير 1993، تُوِّج الشباب باللقب بعد أداء أمام منافسين مثل الإمارات الإماراتي والعربي القطري. وتميزت تلك النسخة بتفوق الشباب ولم تهتز شباكه بأي هدف خلال أربع مباريات، وفاز في جميعها، ليحقق إنجازًا غير مسبوق. وفي المباراة النهائية، تغلب الشباب على السد القطري بنتيجة 1ـ0، وسيطر لاعبوه على الجوائز الفردية، حيث حصل رمزي العصيمي على أفضل مدافع، بينما نال حارسه سعود السمار جائزة أفضل حارس، وتُوِّج الشباب بجائزة اللعب النظيف.
في العام التالي 1994، دافع الشباب عن لقبه في النسخة الـ11 التي استضافتها الكويت ونظَّمها نادي العربي الكويتي. وواصل الأبيض تفوقه محققًا اللقب للمرة الثانية على التوالي، متفوقًا على العربي الكويتي الذي حلَّ وصيفًا، فيما جاء الاتحاد القطري في المركز الثالث.
وقد عزَّز هذا التتويج مكانة الشباب كأحد أقوى الأندية الخليجية في تلك الفترة، بفضل تنظيم دفاعي صلب وهجوم فعّال، قاده الجيل التاريخي لليوث بقيادة فؤاد أنور وسعيد العويران وسعود السمار ورفاقهم.
توقفت البطولة لعدة أعوام بعد ذلك، لتعود في مواسم متقطعة، وتغيَّر اسمها إلى «دوري أبطال مجلس التعاون الخليجي» بدءًا من النسخة الـ 22 عام 2006، ثم إلى «كأس الخليج للأندية» في نسختي 2014 و2015. بعد توقف دام تسعة أعوام، عادت المسابقة في النسخة الـ 31 عام 2024، التي شهدت تتويج دهوك العراقي باللقب بعد فوزه على القادسية الكويتي، بينما ودع الاتفاق السعودي البطولة من نصف النهائي.
لم تشهد النسخة الماضية مشاركة الشباب، لكنه لا يزال يطمح إلى استعادة أمجاده السابقة والفوز باللقب للمرة الثالثة في تاريخه، إذ يبقى النادي السعودي الأول الذي حقق البطولة مرتين متتاليتين، بينما كان الأهلي السعودي آخر الأندية السعودية المتوَّجة بها عام 2008.
ومنذ انطلاق المسابقة عام 1982، التي فاز بها الرفاع البحريني بعد انسحاب العربي الكويتي، شهدت البطولة منافسة قوية بين أندية الخليج، غير أن إنجازات الشباب في نسختي 1993 و1994 ظلت الأبرز، من حيث الأداء الشامل والسيطرة على مختلف الجوانب الفنية والجوائز الفردية، ويترقب عشاق النادي عودته القوية في النسخة الجارية، لتعزيز إرثه في البطولة العريقة.