د.تركي العواد
كلكم الثنيان
2025-10-02
أحب متابعة مباريات الفئات السنية، والسبب يعود لقضائي عدة سنوات بين البراعم والناشئين والشباب وصولًا للأولمبي، ولحسن الحظ تقام مجموعة من البطولات للشباب خلال هذه الفترة.
تابعت قبل أيام مباراة تجمع شباب برشلونة وشباب باريس سان جيرمان، وانتهت بفوز برشلونة بهدفين مقابل هدف في بطولة أوروبا للشباب، ولاحظت أن أداء اللاعبين منضبط وقريب جدًا من أداء لاعبي الفريق الأول.
نستمع أيضًا ببطولة أخرى وهي كأس العالم تحت 20 سنة المقامة في تشيلي، والتي أبدع فيها المنتخب المغربي بشكل لافت بفوزين على إسبانيا والبرازيل، وأيضًا تجلى المنتخب الياباني بفوزين على صاحب الأرض تشيلي والمنتخب المصري.
من خلال متابعتي الدائمة لتلك البطولات أجد أن الفرق والمنتخبات تنقسم لقسمين، الأول منظم متطور ويلعب بشكل ناضج، أما الثاني فيلعب بطريقة بدائية تعتمد على المهارة الفطرية والحماس.
من خلال ملاحظتي الشخصية وجدت أن سبب تفوق المغرب واليابان على منتخبات عريقة أن هناك فلسفة واضحة في اللعب تعتمد على تطوير المهارات الأساسية للاعب الشاب والتي تتمثل في التمرير الصحيح، والتحرك دون كرة، والاستلام بشكل جيد، والتسديد بإتقان على المرمى، ويمكن أن يجتهد اللاعب ولكن في حدود ضيقة لا تؤثر على الأداء الجماعي.
في المقابل المنتخبات الأخرى التي أخفقت تعتمد بشكل واضح على اجتهاد اللاعب والمهارة الفردية التي تفسد الأداء الجماعي وتجعل اللاعب يلعب كرة القدم وكأنها لعبة فردية.
في مباراة المنتخب السعودي مع كولومبيا لم يسدد الأخضر أي تسديدة على المرمى رغم أنه وصل كثيرًا، والسبب أن كل لاعب يعرف مهارة مراوغة الخصم مثل يوسف الثنيان، ولكنه لا يجيد التسديد على المرمى لأن تلك المهارة بحاجة لتدريب لكي تتطور. يجيد الاحتفاظ بالكرة، ولكنه لا يجيد التمرير والتحرك لاستلام تمريرة الرد.
يلعب منتخبنا فجر اليوم مباراته الثانية أمام منتخب نيجيريا وهو منتخب فردي أيضًا، أتمنى أنه وفق فيها وفاز واقترب من التأهل للدور الثاني.
أرى أن الفئات السنية في المنتخبات والأندية بحاجة لإعادة نظر لكي يصبح فيها التركيز على المهارات الأساسية لكرة القدم بدل ترسيخ فكرة أن المهارة الفردية هي الأساس.