سعد المهدي
الكذب المكشوف على المنتخب
2025-10-04
تجاهل تاريخ منتخبنا الوطني في مشواريه القاري والدولي، باعتبار أن نتاجه العظيم أو الفاشل، ما تحقق في مرحلة يختارها كل منا، بحسب ما يريد أو يهوى، مسألة خطيرة عندما نبني عليها خطابنا الإعلامي أو الفني.

اليوم في مأزق الطريق إلى مونديال 2026، لم يعد من المقبول أكثر من التمني والتحفيز، بدلًا من استعرض عظمة اللاعبين الذين ساهموا في نجاحات الإنجازات القارية السابقة، أو التأهل للمونديالات الأولى الذي يقابله تشكيك وتخذيل فيمن تنتظرهم أثقال المهمة، لا أظن أن ما مضى، أولى أو أهم من المقبل.

عندما تأهلنا إلى أول مونديال، كنَّا قد خضنا تجارب فاشلة من 78م إلى 94م، وخلال العقدين توالى على تمثيل وتدريب المنتخب أعداد من اللاعبين والمدربين من خيرة المواهب، وممن سطع نجمهم وعلا شأنهم، وشهدت تصفيات مونديال 90م التي أقيمت في 89م في سنغافورة مشاركة أعظم وأهم نجوم الكرة السعودية، تحت قيادة البرازيلي «كارلوس ألبرتو بيرارا»، وكان التأهل مرهونًا بتصدر مجموعة مكونة من منتخبنا، والصين وكوريا الشمالية والإمارات وكوريا الجنوبية وقطر وفشلنا.

خرجنا بانتصار واحد وخسارتين وتعادلين، تفاصيلها وما جرى خلالها وبعدها، من تبريرات وفبركات وأكاذيب، يمكن التطرق إليه في مكان أو مناسبة لاحقة، ما أريد الإشارة إليه أن التأهل للمونديال كان هدفًا وسيظل كذلك بعيدًا عن منظومة «وما الذي سنفعله بعد التأهل»، أو جماعة «إذا ما راح نتأهل إلى دور الـ 16 ما نبغى التأهل»، هذا كلام غير مسؤول يقوله من يهذي أكثر ممن يقرأ الواقع أو يفكر.

إن كل الأجيال التي حققت إنجازات وبطولات للكرة السعودية، لم تفعلها إلا بعد محاولات ومحاولات، ومن بين هؤلاء عظماء انتهت مسيرتهم الكروية دون أن يشاركوا ويساهموا في شيء، حتى لا يتصور البعض أن من فتحنا لهم صفحات التاريخ يختلفون عمن أتى بعدهم، أو أن نسمح بأن نتيح لهم أو لمن يريد أن يوظفهم للانتقاص من الأجيال التي خلفتهم، فالكل يمكن له أن يأخذ فرصته لخدمة الكرة السعودية، ويعيش مرحلة النجومية وعلينا دعمه وحمايته.

أمام إندونيسيا والعراق يلعب منتخبنا أهم مباراتين في هذه المرحلة التي لم تتح لمدربه أن يملأ كل مراكز اللعب، إلا بأفضل المتوفر من اللاعبين، بعد أن لم يعد هناك تنافس على مراكز العمود الفقري للفريق «الحارس وقلب الدفاع والمحور ورأس الحربة»، فالأندية تشغرهم بنجوم عالميين غير سعوديين، وبالتالي لم يعد من الجائز رفع سقف المطالبات أو لماذا لا توجد لدينا كفاءات تملأ هذه المراكز باقتدار، ناهيك عن التقريع واللوم.

لعبنا مع اليابان وأستراليا وإندونيسيا والبحرين والصين، ولم ننجح في التأهل المباشر، لكن فرصته ما زالت قائمة، في 89م لعبنا مع الصين وكوريا الشمالية والإمارات وقطر وكوريا الجنوبية وفشلنا في التأهل، كان المنتخب يضم أساطير الكرة السعودية، وكان غير مسموح أن يلعب أجنبي.. هي فرصة للتفكير بعمق في أين يقع الخلل، وما الحلول المناسبة لتكوين منتخب ينافس؟