«الخط العربي» يخطف الأنظار في «كتاب الرياض»

يتجلّى الخط العربي بصفته أحد أبرز ملامح الهوية الثقافية في معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، معبرًا عن عمق فنون الحضارة العربية والإسلامية، مجسدًا الرؤية الطموحة في تعزيز اللغة العربية، والاعتزاز بجمالياتها، إذ لم يكن الخط مجرد حروف منمقة، بل رسالة حضارية تجمع الأصالة والتجديد.
وجاء دعم فن الخط العربي بإطلاق المبادرات، ورعاية الفعاليات الثقافية، التي تجسّدها المساحات الواسعة المخصصة لفن الخط في معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي أصبح منصة عالمية للاحتفاء بالإبداع العربي.
وشهد المعرض العام الجاري حضورًا لافتًا لفن الخط العربي من خلال أجنحة متخصصة، وورش عمل تفاعلية، وعروض حية لخطاطين وفنانين من داخل السعودية وخارجها، تنوعت بين الزخارف الجدارية، وتصميم أغلفة الكتب، واللوحات الفنية، والعناصر البصرية للمعرض، ما أضفى طابعًا فنيًّا راقيًا على الحدث الثقافي.
وتميّز جناح أوزبكستان، ضيف الشرف، بعرض للمصحف الشريف، قدّمه الخطاط حبيب الله صالح، الذي عرض صفحات من كتاباته للمصحف برواية حفص، إلى جانب زخارف ورسومات فنية منفذة بخط عربي دقيق على لوحات جدارية، وأوراق خاصة.
وتنوّعت الخطوط العربية المستخدمة في المعرض، إذ برز خط «الثلث» في كتابة العناوين والجداريات، لما يتميز فيه من فخامة وتناسق، فيما استخدم الخط الديواني في التصاميم الرسمية والدعوات لما يحمله من طابع راقٍ، واعتمد خط «النسخ» في النصوص التوضيحية، واللوحات التعليمية لسهولة قراءته، بينما جاء الخط «الكوفي» حاضرًا في الأعمال الفنية المعاصرة لدمجه بين الأصالة والابتكار.
واعتمد الخطاطون المشاركون على أدوات تقليدية وحديثة، منها أقلام القصب المشذبة، والأحبار الطبيعية عالية الكثافة، والأوراق الخاصة المقاومة للتشرب، إضافة إلى الأجهزة الرقمية المستخدمة في تصميم الخطوط، وتوظيفها في المطبوعات، والوسائط الحديثة.
وجذبت جدارية فنية تتوسط أروقة المعرض أنظار الزوار، قدّمتها قناة «الثقافية»، تضم عبارات وأمثالًا شعبية مكتوبة بأنواع متعددة من الخط العربي، حيث التقط الزوار والعائلات الصور التذكارية بجوارها.
ويعكس الخط العربي في معرض الرياض الدولي للكتاب نبضًا ثقافيًّا لروح السعودية، ويجسد رؤيتها في تمكين اللغة العربية، وتعزيز حضورها عالميًّا.