صالح.. حمل حلم والده.. واقترب من العالمية

«لا صار مالك ليا منك ركضت غْبره.. شوري عليك اترك البيدا وكبّ الطراد»..
هذا ما كتبه الشاعر الكبير نايف صقر قبل أن يولد صالح أبو الشامات، اللاعب السعودي الشاب، الذي وضع هذا البيت الشهير نصب عينيه، حتى بات اليوم أحد أبرز الوجوه الواعدة على خارطة الرياضة السعودية.
ركض صالح، حتى وصل إلى قميص الأخضر ويحلم بقيادته نحو كأس العالم للمرة السابعة في تاريخه.
ولد صالح وهيب أبو الشامات في 11 أغسطس 2002، في قلب محافظة جدة، وسط عائلة يسيطر عليها عشق العملاق الجداوي في حي التحلية.
وهيب أبو الشامات، لاعب سابق في الفئات السنية لقلعة الكؤوس، لم يحالفه الحظ في الاحتراف الكبير، فتحول إلى موظف هادئ في أحد القطاعات الحكومية، لكنه لم يستسلم للحلم المؤجل، بل زرع بذور الطموح في ابنيه، صالح ومحمد، آملًا أن يحققا ما عجز عنه، ويرسما مسيرة رياضية تُخلد أسماءهم.
في مطلع العقد الماضي، قرر وهيب أن يُغذي هذا الحلم بعصارة خبرته الرياضية، بدأ يدرب ابنيه بنفسه، صقل مواهبهما كجوهرتين نادرتين، وسجلهما في إحدى الأكاديميات الرياضية بجدة ليبنيا أساسًا قويًا في سن مبكرة.
الخيار كان واضحًا كالشمس: أكاديمية النادي الأهلي، بيت الأب العاشق الذي لا يقبل بديلًا.
هناك، انطلقت رحلة صالح الكروية، حيث أظهر موهبة استثنائية في الوسط الهجومي، ليُلقب بـ«جوهرة» الأكاديمية الخضراء، لكن الطريق لم يكن مفروشًا بالورود.
في عام 2017، غادر صالح جدة متجهًا إلى الشرقية، لينضم إلى نادي القادسية وبدء مسيرته الاحترافية.
قضى هناك أعوامًا في صقل مهاراته، ليصبح جزءًا من الفريق الأول ويشارك في الدوري السعودي للمحترفين.
ثم جاءت الإعارة إلى نادي التعاون في 2024، تجربة لم تُكلل بالحظ الكامل، قبل أن ينتقل إلى نادي الخليج في العام نفسه، وهناك بدأت ألماسته تلمع.
خاض 31 مباراة، سجل هدفًا حاسمًا، وقدم 6 تمريرات حاسمة بنسبة نجاح تمريرات تصل إلى 77.83%. صنع 28 فرصة ذهبية، وأثبت قدرته على الرقص في المساحات الضيقة، ما بنى ثقته وأعدّه للقفزة الكبرى.
وفي يوليو 2025، عاد النجم إلى حضن «بيته الأول»، وقّع صالح عقدًا مع الأهلي لثلاثة مواسم حتى 2029.
يقول أبو الشامات بفخر: «من هنا بدأت، وإلى هنا عدت.. الأهلي بيتي الأول والأخير».
ويعكس اللاعب الشاب، صمودًا يُلهم الشباب: «لا تيأسوا، لم تكن رحلتي سهلة.. من تجربة في الخبر مع القادسية، إلى الإعارة في بريدة مع التعاون، ثم العودة إلى الشرقية والانتقال إلى الخليج.. كلها تنقلات وراء إيجاد النفس، لكنني كنت أحلم دائمًا ولا أستسلم أبدًا».
اليوم، يقف صالح أبو الشامات، البالغ من العمر 23 عامًا، فخورًا بارتدائه قميص المنتخب السعودي، بعد أن حقق حلم النجومية أما إندونيسيا الأربعاء.
وربما بعد أيام قليلة فقط، يصبح أحد أبطال «الأخضر» في كأس العالم 2026، مساهمًا في قيادة الفريق نحو مشاركة سابعة تاريخية.