فهد الروقي
«أخضر اللون»
2025-10-11
تعبت الحروف، وعجزت كلمات معاجم اللغة عن إيجاد عباراتٍ جديدةٍ للتحذير من رؤية منتخب الوطن بغير «اللون الأخضر».
لا يمكن لكائنٍ من كان أن يُشكِّك في ولاء الإعلام الرياضي، ولا الجماهير تجاه منتخب بلادهم، فالجميع يتمنَّى الفوز للمنتخب، لكنْ هناك فئةٌ، تطغى عليها عاطفتها، وترى كل لاعبٍ في صفوفه بعين النادي، وبكل ألوان الطيف حتى اللون الأخضر، والمشكلة أن طرح هذه الفئة السلبي ينتشر سريعًا كانتشار النار في هشيمٍ تذروه رياحٌ لهشيمٍ آخر!
قبل المرحلة النهائية الجارية والمؤهلة إلى كأس العالم 2026، كان الطرح الإعلامي والجماهيري في حيزٍ كبيرٍ منه حول أمورٍ هامشيةٍ، تضرُّ المنتخب ولا تفيده، وتُضعف حظوظه ولا تقوِّيها مثل شارة القيادة، ومَن يُسدِّد ركلات الجزاء، واختيار المدرب، ومَن يلعب، ومَن يُستَبعد، ولم يكن هناك تحفيزٌ للجماهير ولا شحذٌ لهمم اللاعبين من هذه الفئة تحديدًا.
بعد المباراة الأولى، والفوز على إندونيسيا، تواصلت الأطروحات نفسها، وشُنَّت حملةٌ شرسةٌ على قائد الأخضر، وتم النظر له بشعار فريقه، بل ووصل الحال أيضًا لدى بعضهم إلى الإشادة بحكم المباراة على الرغم من تاريخه السابق مع الأندية السعودية، وعلى الرغم من أخطائه، ومنها تغاضيه عن خشونة لاعبي إندونيسيا بسبب طرده للاعب سعودي «أرعن التصرف» لأنه من نادٍ آخر.
العقلاء من هذه العينة أشادوا بلاعبي فرقهم المفضَّلة، وتجاهلوا الآخرين، وركزوا على أخطاء لاعبي الفرق الأخرى، وتغاضوا عن أخطاء لاعبي فريقهم المحبوب من قبله ومن قلبه.
تحولت بوصلة الطرح الإعلامي إلى مناكفاتٍ بألوانٍ أخرى غير «الأخضر»، وضحيتها المنتخب ولاعبوه، ولم يتم التطرق لإيجابيات المباراة ولا سلبياتها، لا سيما الخطر المحدق في تساهل اللاعبين واستعراضهم بعد تسجيل الثالث، بالتالي كانت المباراة في أيديهم سهلةً، وهم مَن صعَّبوها في أواخرها.



السوط الأخير

‏أحفظ لسانك عن البهتان والغيبه
‏واغنم حياة السعد والعز من بدري‏ِ
‏من ينشغل في عيوب الناس عن عيبه
‏زادت عيوبه وهو مشغول ما يدري.